
عمدت وزارة الثقافة في قطر على تجذير الثقافة وإثرائها ونثر جماليات الفنون ، مُتعهدة في ذلك القيم بالرعاية والتعميق في وجدان أهل قطر مواطنين ومقيمين .
ويبدو لك ذلك واضحاً من خلال المراكز التي تصوب اهتمامها لكل شرائح المجتمع ، من هذه المراكز المتخصصة مركز نوماس الذي يهتم بإعداد النشء وتربيتهم على القيم وتوجيههم للسلوك المحمود _ وياتي مركز قطر للتطوع ليستكمل الدور في شريحة الشباب وذلك ما من شأنه أن يحقق أهداف غاية في الأهمية وهي غرس الهوية الوطنية في الأجيال الشابة وتنمية قدراتهم إلى جانب نشر ثقافة العطاء بلا مقابل ، كل هذة الجهود المخططة والمُركزة تفسر ماهية القول بأن “الثقافة تقود الحياة”.
سقت ما كتبت أعلاه وأنا أتوقف عند مركز قطر للتطوع التابع لوزارة الثقافة ، والفعالية البهية التي تم تنظيمها بالامس لجائزة وشاح قطر للعمل التطوعي في نسختها الرابعة .
واقول هنا بأن غرس ثقافة العمل التطوعي وتعزيزها هدف نبيل ومقصد سامي سعت له وزارة الثقافة ، وهي تمضي في شراكاتها مع المجتمع لتعميق قيمة العطاء وتشجيع روح المبادرة وإبراز وتشجيع الطاقات الخَيِّرَة .
وهنا أتوقف عند فكرة الجائزة المُجسدة والمُحققة لكل المعاني التي أشرت لها ، برعاية كريمة من سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني _ وزير الثقافة القطري
وهذا ما يؤكد حرص الدولة ودعمها المباشر لتمكين الشباب وإبراز طاقاتهم وإمكانياتهم في خدمة المجتمع _ السيد الوزير في كلمته بالأمس في فعالية التكريم اشار بقوله العميق للمُكرمين ” بأن ما يقومون به ليس عملاََ عابراََ ، بل يمثل القدوة الحسنة و يمثل الدليل الحي على ان حب قطر يترجم بالفعل قبل القول “
الشباب والشابات الذين تقدموا لمنصة التكريم بالامس هم من وقع عليهم الاختيار من اللجنة من بين الاعداد الكبيرة ممن قدموا الجهد و الوقت واتخذوا من التطوع أسلوب حياة وقدموا ملفات مليئة بالانجاز ، وكان من بينهم من أمضى ٥٠٠ ساعه و ٧٠٠ ساعه بل الف ساعة تطوع بسخاء و محبه في خدمة وطنه ومجتمعه .
وانت تتقدم للمشاركة في عدد من الفعاليات الكبيرة في قطر مثل معرض الدوحة للكتاب ، وفعالية الرازجي التراثية ، وسباق on run for all ، وفعالية دار الكتب القطرية ومهرجان الدوحة للمسرح وغيرها من الفعاليات أول ما يترائى لك هو هذه الوجوه الباسمة والصادقة في ترحيبها بك ، لا تبتغي سوى أن تقدم الجهد والاستقبال والتنظيم والتوجية وكذا المَكرُمَة والترحاب الصادق ، الذي لا يطلب مقابل ، بل يرتفع فوق الحاجة إلى الشكر ، تاركاً عميق الأثر في النفوس .
هذه الجائزة تكريم مستحق وعرفان لمن قدموا ، وهذا المحفل الكبير الذي ضاقت به جنبات مسرح دخان في مركز الفعاليات بوزارة الثقافة في قطر يُعتبر استدعاء وتوظيف جيد للموروث القيمي في بذل المعروف وتقديم العون وغوث المحتاج .
هذه الفعالية ما اقتصرت في مدلولاتها على تكريم الأفراد فحسب _ بل كرست للقيم النبيلة التي جسدها المتطوعون من التزام ومبادرة ومسؤولية وزيادة مباركة لرأس المال الاجتماعي الذي ينمو بالثقة والتكافل ويستقي من الموروث القطري الأصيل في بذل المعروف وتقديم العون _ وبذلك لا يبقى التطوع مجرد عمل عابر ، بل يتحول إلى أسلوب حياة راسخ ، يجسد رؤية وزارة الثقافة في قطر ويسهم في بناء مجتمع متكامل ومتلاحم _ يَرقى بجهود أبنائه إلى أفق المستقبل .