التعاون العسكري بين مصر والسعودية – نشرته صفحة برنامج “تحقيق” – واشارت فيه الي توافق الرؤية تجاه السودان
رصد : الرواية الاولى

حظيت زيارة الفريق #أحمدخليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، إلى #السعودية، ولقائه نظيره السعودي الفريق أول ركن #فياضبنحامدالرويلي، باهتمام كبير وطرحت عدة أسئلة مهمة.
الاجتماع الذي جمع بين رئيسي أركان الجيشين المصري والسعودي، في نهاية أكتوبر الماضي، شهد توقيع محضر الاجتماع الـ 11 للجنة التعاون العسكري المصري السعودي.. البعض ظن أنها اتفاقية عسكرية جديدة، لكن توقيت الزيارة كان سببًا رئيسيًا في زيادة الاهتمام بها وطرح عدة تساؤلات معها.
أولا: ما خلفية الاتفاقية العسكرية بين مصر والسعودية؟
التعاون العسكري بين مصر والسعودية ليس حديث العهد إطلاقًا، ففي 27 أكتوبر 1955، وقعت القاهرة والرياض اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، بحضور الرئيس جمال عبد الناصر، والملك فيصل بن عبد العزيز.
لكن دعونا نذهب إلى تاريخ 16 يوليو 2015، حيث اتصال هاتفي جمع بين الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع المصري، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لبحث التعاون العسكري بين البلدين، استكمالا للقاء جمع بينهما في أبريل 2015، ناقشا فيه تطورات الأمن القومي العربي والإقليمي.
في 30 يوليو 2015، تم التوقيع على «إعلان القاهرة» بين مصر والسعودية، والذي كان أول بنوده، بحسب الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر، تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة.
أعقب ذلك إنشاء لجنة عسكرية مشتركة بين البلدين عقدت 11 اجتماعًا، من بينهم اجتماع عقد في 4 أكتوبر 2018 بين الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب الجيش المصري، ونظيره السعودي فياض بن حامد الرويلي. واجتماع في 29 ديسمبر 2022 وكان وقتها رئيس الأركان المصري الفريق أسامة عسكر.
وفي 4 ديسمبر 2023، وقع المهندس محمد صلاح الدين، وزير الإنتاج الحربي، مذكرة تفاهم مع المهندس أحمد بن عزيز العوهلي، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية بالسعودية، لإقامة شراكة استراتيجية بين البلدين.
وفي 1 سبتمبر 2025، وقعت مصر والسعودية بروتوكول تعاون لدعم جهود الأمن البحري، بحضور اللواء بحري أ.ح محمود عادل فوزي، قائد القوات البحرية المصرية، والفريق بحري محمـد بن عبد الرحمن الغريبي، رئيس أركان القوات البحرية السعودية.
وشهدت السنوات الأخيرة العديد من التدريبات العسكرية المصرية السعودية المشتركة، مثل النجم الساطع، والسهم الثاقب، وتبوك، وهرقل، وغيرها.
ثانيًا: لماذا توقيت اللقاء كان مهمًا؟ وما هي الملفات الحالية والحيوية المشتركة؟
توقيت اللقاء الذي جمع رئيسا أركان الجيشين المصري والسعودي، تحكمه العديد من الملفات الساخنة والحيوية، المشتركة بين البلدين، من بينها السودان وليبيا وإثيوبيا.
فيما يتعلق بالسودان: تشترك مصر والسعودية في نفس الرؤية تجاه الأزمة السودانية، فهم يتزعما مبادرة “الرباعية الدولية” رفقة الإمارات وأمريكا لإنهاء الأزمة، لكن مصر والسعودية يقفا بجوار الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني.
السعودية أكدت رفضها لأي إجراءات تتم خارج إطار المؤسسات الرسمية السودانية. وفي 28 مارس 2025 التقى محمد بن سلمان، البرهان، بقصر الصفا في مكة، وتم التوافق على إنشاء مجلس تنسيق يُعنى بتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
فيما يتعلق بليبيا: تدعم مصر والسعودية، المشير خليفة حفتر، والمؤسسات الوطنية في ليبيا، ويتجلى ذلك في زيارة حفتر إلى المملكة في أغسطس الماضي، وقبلها اللقاء الذي جمع بينه وبين الملك سلمان في مارس 2019، قبل أن تستضيف السعودية، في 29 أكتوبر 2025، بالقاسم خليفة حفتر، مدير عام صندوق إعادة إعمار ليبيا، ليكون متحدثًا في مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقدة في السعودية.
فيما يتعلق باليمن: تتمسك مصر بالموقف الثابت الداعم للمؤسسات الوطنية، مثلما تخوض السعودية معارك ضد جماعة الحوثي، والبلدين يشتركا في ملف تأمين البحر الأحمر، خاصة بعد تكبد قناة السويس خسائر تزيد على 9 مليارات دولار، منذ هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفق تصريح وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، في 17 أكتوبر 2025. ووقعت البحرية المصرية ونظيرتها السعودية اتفاق أمني يتعلق بالبحر الأحمر أشرنا إليه مسبقًا.
فيما يتعلق بإثيوبيا: ملف أمن البحر الأحمر مشترك بين مصر والسعودية، فضلا عن مصالح مصر في تلك المنطقة، ومحاولات أديس أبابا المستميتة للحصول على منفذ يطل على البحر الأحمر، وهو ما تحاول مصر منعه.
تُحيط بإثيوبيا عدة دول، أهمها جيبوتي وإريتريا والصومال، وكلها طورت مصر علاقاتها معها بشكل هائل في إطار التواجد المصري بإفريقيا من ناحية، وكورقة ضغط تجاه إثيوبيا في ملف سد النهضة من ناحية أخرى.
السعودية لديها علاقات متطورة مع البلدان الثلاثة، فتمتلك قاعدة عسكرية في جيبوتي ووقعت معها اتفاقًا عسكريًا في 2017، مثلما وقعت اتفاقًا أمنيًا مع الصومال في نوفمبر 2023، واتفاقًا مماثلًا مع إريتريا منذ 29 أبريل 2015، فضلا عن اتفاقية جدة للسلام، التي حدثت في 16 سبتمبر 2018، وأنهت المعارك بين إثيوبيا وإريتريا.. إذا المملكة حاضرة بقوة في منطقة القرن الإفريقي ذات الأهمية الكبرى لمصر.
في الختام، ثمة ملفات حيوية وذات حساسية خاصة تشترك فيها مصر والسعودية بالاتفاق المباشر في الرؤى، ما يجعل تطوير التعاون العسكري بين البلدين ذات نفع كبير في مختلف الملفات الخارجية.






