:: كشف الحاكم العام، الملقب بالمبعوث الأممي فولكر، أن ما أسماها بالقوى المدنية وضعت معايير موضوعية لاختيار رئيس الوزراء، وأنه متفائل بعودة الكتل المقاطعة للعملية السياسية، وأنّ المواجهة بين الجيش والدعم السريع واردة، ولكن غير مرجحة، ودمج الدعم السريع في الجيش يحتاج لأكثر من (5 سنوات).. شكراً، فالحاكم العام أكثر وضوحاً مع الشعب، ويتفوق على البرهان والنشطاء في عرض (أحلام المرحلة)..!!
:: وبعد الشكر، ليس هناك ما يمنع تفكيك خطاب فولكر.. عودة القوى المقاطعة للعملية السياسية (حلم الجميع)، وليس حلم فولكر فقط، ولكن عليه معرفة سبب المقاطعة قبل الحلم بالعودة.. أهم وأخطر الأسباب هو توهم أحزاب المجلس المركزي الثلاثة أنها من تمتلك صناعة القرار في السودان، بيد أن القوى الأخرى – بما فيها قوى الثورة والتغيير – يجب أن تكون (مجرد قطيع)..!!
:: معايير المشاركة في العملية السياسية يجب أن تكون موضوعية.. وليس فقط أحزاب المركزي الثلاثة هي التي تحدد المعايير، بل كل قوى الثورة والتغيير، و كان على فولكر أن يكون حريصاً على معرفة المعايير قبل الحلم بعودة المقاطعين.. وعلى سبيل مثال لازدواجية المعايير، ما الفرق بين التيجاني السيسي وموسى محمد أحمد، بحيث يشارك أحدهما ويُمنع الآخر، علماً بأن كلاهما شارك في حكومة البشير باتفاقية سلام؟..وما اكثر نماذج اختلال المعايير..!!
:: ولذلك يصبح التركيز على معايير المشاركة في العملية السياسية أهم من التركيز على الأحزاب والشخوص المشاركة.. علماً بأن رفض أو قبول ما يسمونه بانقلاب 25 أكتوبر لم يعد معياراً موضوعياً منذ قبولهم بالجلوس والعمل مع البرهان وحميدتي، وليس من العقل أن تقبل بالانقلابي شخصياً تعمل تحت إمرته ثم ترفض الداعم للانقلاب، أو هكذا حال النشطاء، أي كحال من يُعاقب مدمن الخمر و تاجرها ثم يدعم صانعها..!!
:: أما حديث فولكر عن المواجهة بين الجيش والدعم السريع، فهو حلم بفصل القوتين، ثم تحريض خفي، وهذا يؤكد أن فولكر لا يعرف الدعم السريع وعلاقته بالقوات المسلحة، وكذلك النشطاء.. أما إن كانوا يشفقون، فليطمئنوا، مهما بلغ حجم الخلاف السياسي بين البرهان وحميدتي، فإن هذا لن يؤدي إلى المواجهة بين الجيش والدعم السريع، و اختزال الدعم السريع في حميدتي أو غيره نوع من الجهل بالأشياء ..و.. لن أسترسل، فليعش فولكر و أحزابه في أوهام المواجهة..!!
:: ثم نحسن الظن ونسأل فولكر عن المسؤول عما يحدث من خلاف بين البرهان وحميدتي؟، وبين القوى السياسية؟، بما فيها بين قوى الثورة والتغيير، أليس هو الاتفاق الإطاري؟.. نعم، في الدنيا كلها؛ فان الاتفاق المبني على الأنانية دائماً يؤدي إلى (الفتنة)، ليس فقط بين القوى السياسية، بل حتى بين المؤسسات العسكرية و المجتمعات و كل مكونات الشعب، ولذلك يطالب السواد الأعظم من الشعب بقاعدة مشاركة عادلة، أي حسب معايير موضوعية، وليس حسب (مزاج عرمان)..!!
:: و في تقدير فولكر، فإن دمج الدعم السريع في الجيش يحتاج لأكثر من (5 سنوات)، بيد أن النشطاء يقترحون ما لا يزيد عن (10 سنوات).. لقد تميّز عليهم فولكر بالحياء، أي يستحي أن يذكر فترة بحجم (10 سنوات)، ولكن هؤلاء لا يستحون، و فيهم من لا يُمانع أن يكون في البلد عشرين جيشاً لعشرين عام، ليس لحماية الشعب، بل لحماية حكومتهم (غير المنتخبة)..فالبشير فكرة يقتبس منها النشطاء أفكارهم..!!