لم يتغيّر ولم يتعلم من دروس المرحلة القاسية؛ بما فيها درس الحرب..وكالعهد به؛ يتلكأ رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في تشكيل حكومة تسد الفراغ العريض..وهذا ليس بجديد؛ فالتلكؤ في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب من طبائع البرهان ..!! :: ونجتر مسيرته مع التلكؤ.. بعد إستقالة إبن عوف، في إبريل 2019، توقع الشعب أن يُشكل البرهان حكومة كفاءات مستقلة، تعقبها إنتخابات ثم سُلطة مدنية كاملة..ولكن بالتلكؤ أهدر فرصة تشكيل حكومة كفاءات مستقلة ومستقرة؛ لتكون البديل حكومة لصوص الثورة المضطربة..!! :: كذلك عقب 25 اكتوبر 2021، وقد أسماه البرهان بتصحيح المسار؛ بحيث وعد الشعب في بيان شهير بحكومة كفاءات مستقلة؛ ذات مهام محددة، تعقبها إنتخابات ثم سُلطة مدنية كاملة..ولكنه – كالعادة – تلكأ ثم فاجأ الشعب بالاتفاق الإطاري الذي لم يُثمر غير الحرب..!! :: وبعد الحرب؛ و منذ اسبوعها الأول؛ توقع الشعب بأن يُشكل البرهان حكومة طوارئ ذات شوكة؛ اي كما تفعل دول العالم في حالات الحروب و الكوارث.. ولكنه لم يفعل ذلك؛ بل ترك مصير أجهزة الدولة للفراغ القبيح المسمى بحكومة عثمان حسين..!! :: و لمن لايعلم؛ و هم كُثر؛ فان عثمان حسين هو رئيس الوزراء المكلف بادارة الجهاز التنفيذي؛ مع ضعفاءآخرين..كلهم؛ بمن فيهم وزير ماليتهم الفاشل؛ لاحول لهم ولا قوة – ولا همة – و لا أثر إيجابي في حياة الناس.. فالكسالى أرهقوا المواطن و أوصلوا الدولار الى ضعف ما كان عليه قبل الحرب..!! :: و كم هي مشلولة حياة الناس في الولايات الآمنة مشلولة؛ أي كما الحياة في مناطق الحرب؛ وذلك لعدم وجود كوادر و مؤسسات بحجم تحديات المرحلة.. و ناهيكم عن الفاشلين و العاجزين؛ فالبرهان عاجز حتى عن تطهير مؤسسات الدولة من المتمردين و المتعاونين..!! :: و المدهش انه خرج من القيادة العامة بوعد تشكيل حكومة كفاءات مستقلة؛ ثم وعد العالم قبل شهر – من قاعة الأمم المتحدة – بحكومة كفاءات مستقلة..و لكن تمخضت وعود البرهان و ولدت إقالة مديري الطيران المدني و شركة المعادن و ( خلاص)؛ أي كأن الآخرين هم أقوياء أمناء لاخوف عليهم ولا هم يُقالون..!! :: لم – و لن – يُشكل البرهان حكومة قوية؛ فالرجل يجد ضالته في الضعفاء؛ ليتحكم عليهم و يحكم بهم لحين إنهيار الدولة أو جني ثمار تواصله الخفي مع نشطاء الحرية والتغيير؛ ليُعيدهم – مع مليشيتهم – إلى حكومة أخرى و حرب أخرى..!! :: لقد ضحى الشعب و الجيش بالأنفس و الثمرات ليكون سودان ما بعد الحرب أفضل حالاً من سودان ما قبل الحرب؛ولكن ليس البرهان من يصنع الفرق المرتجى..فمن لايتعلم حتى من أخطائه؛ لا يرجى منه غير المزيد من الفشل و الخراب..!!