ما وراء الخبر / محمد وداعة

الامارات .. اوهام القوة



الامارات لن تستطع ايذاء السودان اكثر مما تؤذيه الان
حظى الشأن السودانى بتغطية اكثر مما حظيت به العلاقات الامريكية الاماراتية
السعودية هل ستعتبر هذه الشراكة الدفاعية معززآ لامنها ، ام خصم عليه؟
امريكا مرهونة مقابل مليارات الدولارات ودائع للامارات فى البنوك الامريكية ،
على هامش اجتماعات الدورة (79) للامم المتحدة ، اجتمع الرئيس الاماراتى محمد بن زايد الى الرئيس الامريكى بايدن ، و بالرغم من ان كل وسائل الاعلام لم تنشر نص البيان المتشرك الا انها استندت على رواية صدور بيان مشترك ، جاء فيه ( فيما يتعلق بالصراع في السودان أعرب الزعيمان عن قلقهما العميق إزاء التأثير المأساوي الذي خلفته أعمال العنف على الشعب السوداني وعلى الدول المجاورة ، وأعرب الزعيمان عن قلقهما إزاء ملايين الأفراد الذين نزحوا بسبب الحرب، ومئات الآلاف الذين يعانون من المجاعة، والفظائع التي ارتكبها المتحاربون ضد السكان المدنيين، وأكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في السودان وأكدا على موقفهما الثابت بشأن ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة وفورية لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية، والعودة إلى العملية السياسية، والانتقال إلى الحكم بقيادة المدنيين ) ، و اشار البيان الى (منع السودان من جذب الشبكات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية مرة أخرى) ، وجاء فى اعلان منفصل و حسب البيت الابيض (حددت الولايات المتحدة الإمارات العربية كشريك دفاعي رئيسي )،
و حسبما نشر فى الوكالات ، حظى الشأن السودانى بتغطية اكثر مما حظيت به العلاقات الامريكية الاماراتية ، و فى اللقاء الذى تم مع نائبة بايدن و المرشحة للرئاسة لم يتطرق ناشر البيان الا للفقرات التى خصصت للسودان ، وجاء البيان متطابقآ مع البيان المشترك مع بايدن ، و ليس فى الامر جديد فما تم من اتفاقات بشأن السودان ظلت ممارسة مستمرة ، بدليل سكوت ادارة بايدن عن ايصال الامارات للاسلحة الامريكية للمليشيا ، و تقاعس بايدن فى الاستجابة لطلبات الكونغرس فيما يختص بتصنيف المليشيا جماعة ارهابية ، و غض الطرف عن جرائم الابادة و الجرائم ضد الانسانية التى ترتكبها المليشيا يوميآ ، و حسب مراقبين فأن هذه البيانات لا تضيف جديدآ للتواطؤ الامريكى – الاماراتى فى حرب السودان ، وان الامارات لن تستطع ايذاء السودان اكثر مما تؤذيه الان ، الا اذا ارتكبت حماقة المشاركة الفعلية جوآ ، او على الارض الى جانب المليشيا ، ففضلآ عما هو معلن من قيام الامارات بتوريد الاسلحة و تجنيد المرتزقة ، ظلت الامارات تزود المليشيا بمعلومات استخبارية و صور لتحركات الجيش السودانى ، بالاضافة الى التشويش على الطائرات الحربية السودانية ،
تساؤلات عن الطريقة التى حددت بها ادارة بايدن الامارات شريكآ دفاعيآ ، وهل تم ذلك بطلب من الامارات ، ام فرضت امريكا ذلك على الامارات ؟ ، و ما هى تبعات و تكلفة هذه الشراكة على الامارات ؟ و كم ستدفع الامارات نظير هذه الصفقة ؟ و هل نسيت الامارات امتناع امريكا عن اعتراض الصواريخ الحوثية التى استهدفت ابوظبى ؟ و عما اذا كانت السعودية ستعتبر هذه الشراكة الدفاعية معززآ لامنها ، ام خصم عليه ؟
افتراءات الامارات ، و تصديق امريكا ، و الدعوة المشتركة الى ( منع السودان من جذب الشبكات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية مرة أخرى ) ، لم يقابلها اى حديث عن منع المرتزقة ( الذين تجندهم الامارات ) ،و المجموعات الارهابية العابرة للحدود و التى تقتل و تنهب السودانيين و تقاتل الى جانب المليشيا ، فمتى كان السودان جاذبآ للشبكات الارهابية العابرة للحدود ؟ حتى تمنع من العودة مرة اخرى ، من الواضح ان الامارات تتخيل انها دولة عظمى تقود العالم ، و تحارب الارهاب ، و تقود اسرائيل و امريكا الى التدخل فى الشأن السودانى ، كما استطاعت الامارات الضغط على بريطانيا لعرقلة نظر شكوى السودان امام مجلس الامن ، امريكا مرهونة مقابل مليارات الدولارات ودائع للامارات فى البنوك الامريكية ، بالفعل الامارات شريك دفاعى لامريكا منذ عقود ، وامريكا شريك للامارات فى صفقات لا يمكنهما الافصاح عنها ،
اذا فازت هاريس ، ام فاز ترمب ، سياسة الامريكان لن تتغير ، كلا المرشحين يتنافسان على تحقيق المصالح الامريكية ، فليبحث السودان عن مصالحه ،
24 سبتمبر 2024م

اترك رد

error: Content is protected !!