الرواية الأولى

نروي لتعرف

حصيد الأزمنة / سيف الدين البشير

الاسترسال والاستطراد والإستدراك والخطرفة ؛ ورد السلاف

أتذكٌّرُ جيداً يوم أن “ازددت كفراً ” بموماة النخبة بغضونها التي يضل فيها الخرِّيت ، ويومها ادٌّرعت “تبروقة” أبي المعلقة في الشعبة ما تزال، واستدعيت طلع النخل من ذاكرة الخيشوم ، واحتقبت مذكرات بعض الذين يعرفون .. البحتري
أليكس دي وال.. علي الجارم.. صمويل هنتنغتون وأبو الطيب ونظيره المعري .. وسخرية الكساندر بوب عند قصيدته :
The Rape of the lock
وعذوبة إليزابيث باريت براونغ عند :

How do I love thee? Let me count the ways

I love thee to the depth and breadth and height.
My soul can reach, when feeling out of sight
كانوا قد حملوني وصاياهم رقعاً من الجلد برموز داخلتها كنعان وآرام ونوبيا.. حملونيها للشنفرى.. لاستيفن هوكنغ ول ( بير اللمين ود مكة ). وفوقه.. فوقه لتمائم لا تنام :
نمسك الدغري لو زلقيب هوايل دربو
لا بنفكو لا بنعوج عديلنا نخربو
فوق درب الفضيلة نشينا حق نفخربو
اتربينا بي قولة الكبار : انكربو .
وتلك مواريث يمازجها كما الماء والحليب حذر ( قولة عيب من بنات العم ) ، وبنات العم – أيها الأعزاء – ما تبدلن عندنا.. هنَّ مهيرة وبنونة وشمة اللائي عمَّى عليهن الهتاف الفطير ( كنداكة ) ، وذاك استحدث ليقرر شطب كل تأريخٍ بيننا وبين ملكات الممالك الغابرة.. مسعى لإلغاء الذاكرة الجمعية وتشويه الوجدان الجمعي ، وكم يعتصرني الحزن وأنظر لشبابنا يرددونها دون فحص.
لكنه العٓود لأعاين هذا الوسيط بصوت يهزم الخمول واليأس والإحباط والألم المعاود والفجيعة؟..
وإن كنت ما ربحت غير سماجات”أردم ” يكفيني أن صوتاُ هزني على نحوٍ زلزالي قائلاً :
عد.. هذا ممكن !..
هتفت حينها :
الشمس، نستسقي نقيع الشمس يدخل كل بيت.
منذ اصطلاح القوم أن تلج الشموس ديارهم ، يا صحو من وهب الفتيلة فضل زيت.

كنت – أيها الأعزاء – آثرت قبيلاً يألف صرامة الأسود عوضاً عن تهافت القرود ( على ثمرة موز معطوبة أو حفنة من تسالي )..
ويومها أدركت أنني غادرت محطة النذير ( لقيط الأيادي ) حيث كنت أرى القوم في شغلٍ عن من يناصح..
وغادرت محطة الأسى عند ( دريد الكهل ) بعد أن سقط الأنموذج صريع ليل العربدة..
وعندها بلغت أكمة الشنفرى وألقيت رحلي..
وكان : ترفع العود الى المملكة
ثم كان ما كان حتى ألقيت رحلي ذات مكان مختلف ، ذات زمان مختلف وانتقلت لقاموسٍ آخر .. قاموسٌ يضج بالموضوعية والجرأة والعلم ، وهو كلٌّ يأخذ زينته بقيم علية..
وتساءلت؛
هو العود إذن .. ذلك ممكن!..
هل قلت كل شئ؟.. ليس بعد..

اترك رد

error: Content is protected !!