يفغيني بريغوجين – قائد فاغنر
الخرطوم – رصد الرواية الأولي
أعلن الأمن الروسي، الجمعة، فتح تحقيق بحق قائد مجموعة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، بتهمة الدعوة إلى “تمرّد مسلّح”، في حين أكد الأخير أنه ليس بصدد تنفيذ “انقلاب” بل “مسيرة من أجل العدالة”، داعيا الناس إلى النزول إلى الشوارع ومواجهة سيرغي شويغو، وزير الدفاع، وفاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة.
وقال بريغوجين: “كل الوطنيين الروس، الوطنيون الحقيقيون للبلاد الذين يعرفون التاريخ، وليسوا معجبين بحكومة ضعيفة خانت مصالح الدولة، انزلوا إلى الشوارع، سنجد أسلحة. هذه الليلة سنحل قضية الخونة والمجرمين الذين أهانوا روسيا. أسماؤهم شويغو، غيراسيموف”، بحسب تصريحات نقلها مراسل “الحرة”.
وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية إن “المزاعم التي بُثت باسم يفغيني بريغوجين ليس لها أي أساس. لقد فتح جهاز الأمن الفيدرالي تحقيقا بتهمة الدعوة إلى تمرد مسلح”.
كما أشار الكرملين إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “مطلع” على مزاعم بريغوجين وجارٍ اتخاذ “الإجراءات اللازمة”.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إنه “تم إطلاع الرئيس بوتين على كل الأحداث المحيطة (بقائد فاغنر يفغيني) بريغوجين. يجري حاليا اتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وكان قائد مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية الروسية دعا، الجمعة، إلى تمرد مسلح ضد قيادة الجيش بعدما اتّهمها بقصف معسكرات لقواته في الخطوط الخلفية في أوكرانيا ممّا أسفر عن مقتل عدد “هائل” من عناصره.
ونفى بريغوجين أن يكون بصدد تنفيذ “انقلاب عسكري”، مؤكدا أنه يريد قيادة “مسيرة من أجل العدالة”.
وقال قائد مجموعة “فاغنر” في رسالة صوتية بثها مكتبه الإعلامي: “هذا ليس انقلابا عسكريا، بل مسيرة من أجل العدالة. ما نفعله ليس لإعاقة القوات المسلحة”.
وبنبرة ملؤها الغضب، قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه في وقت سابق: “لقد شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. لقد قُتل عدد هائل من مقاتلينا”.
وتوعد بريغوجين بـ”الرد” على هذا القصف الذي أكد أن وزير الدفاع الروسي، شويغو، هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
وأضاف أن “هيئة قيادة مجموعة فاغنر قررت أنه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحملون المسؤولية العسكرية في البلاد”، مؤكدا أن وزير الدفاع سيتم “إيقافه”.
كما دعا بريغوجين الجيش إلى عدم “مقاومة” قواته.
وقال إن عديد مقاتليه يبلغ 25 ألف عنصر، داعيا الروس ولا سيما عناصر الجيش، للانضمام إلى صفوف مقاتليه.
وأكد أن “هناك 25 ألف منا وسوف نحدد سبب انتشار الفوضى في البلاد … احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره”، مبديا ترحيبه “بكل من يريد الانضمام إلينا” من أجل “إنهاء الفوضى”.
ودأب بريغوجين منذ أشهر على اتهام شويغو وغيراسيموف بعدم الكفاءة في منصبيهما.
ورفض بريغوجين للمرة الأولى، الجمعة، المبررات الروسية الأساسية لغزو أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير عام 2022، وذلك في مقطع فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تيليغرام.
وقال بريغوجين: “لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير… تحاول وزارة الدفاع خداع المجتمع والرئيس وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي بأكمله”، واصفا الرواية الرسمية بأنها “قصة جميلة”.
وأضاف “كانت هناك أسباب للحرب… حتى يترقى شويغو إلى رتبة مارشال… ولكي يحصل على قلادة بطل (روسيا) ثانية. لم تُشن الحرب لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها”.
وكان رئيس مجموعة فاغنر قال، الجمعة، إن القوات الروسية تتراجع في شرق أوكرانيا وجنوبها عقب الهجوم المضاد الذي تشنه كييف.
وتتعارض هذه التصريحات مع التأكيدات الأخيرة لبوتين بأن أوكرانيا تتكبد خسائر “كارثية”.
وقال بريغوجين على وسائل التواصل الاجتماعي “ميدانيا… يتراجع الآن الجيش الروسي على جبهتي زابوريجيا وخيرسون. القوات الأوكرانية تدفع الجيش الروسي إلى الوراء”، وفقا لما نقلت فرانس برس.
وأعلن الكرملين، العام الماضي، أنه ضم منطقتي زابوريجيا وخيرسون الواقعتين في جنوب أوكرانيا رغم عدم السيطرة عليهما تماما، وقد حققت أوكرانيا مكاسب محدودة هناك أخيرا.
وأضاف بريغوجين “نحن نغتسل بالدماء. لا أحد يرسل تعزيزات. ما يخبروننا به هو خداع” مشيرا إلى القيادتين العسكرية والسياسية الروسيتين.
وبريغوجين، رجل الأعمال البالغ 62 عاما والذي أصبح شخصية بارزة في العمليات الروسية في أوكرانيا، مقرّب من الكرملين لكنه أيضا منتقد شديد لسياسات موسكو.
كذلك، شكك بريغوجين في الأسباب التي كانت وراء قرار بوتين شن العملية العسكرية في أوكرانيا، قائلا: “لم بدأت العملية العسكرية الخاصة؟… كانت الحرب ضرورية من أجل الترويج الذاتي لمجموعة من الأوغاد”.
مصدر رئيسي : الحرة