
تسود الآن بالسودان حالة من التنظير – غير مسبوقة – في الشان العام عبر كل وسائل الاتصال من اجهزة إعلامية (تقليدية وحديثة) ووسائل تواصل اجتماعي تتكاثر كل يوم كما الناموس ، ومنابر خطاب جماهيري يتداعي اليها السياسيون تداعي الأكلة إلي قصعتها ، ويقتحمها المحاضرون ومن ادركتهم حرفة الادب ومن لم تدركهم !
كثيرون منهم يقولون كلاما تبدوعليه ملامح العقلانية وروح المنطق والمقبولية والحرص علي الاصلاح والبناء (كما يفعل الاخ الكريم بروف محمد حسين ابو صالح وآخرون)، غير ان اي طرح نظري سيظل بحاجة إلي ان يتحول لفعل نافذ ناجزتماما مثلما يطبق علماء الفيزياء والكيمياء والأحياء نظرياتهم في المعامل فتتحول إلي نماذج عملية ثم الي منتجات ينتفع بها الناس وتتطور بها حياتهم ، وإلا اصبح كل جهد نظري مجرد (كلام ساكت ،) وما ابلغها من عبارة. بل وما اروع من قال :
اذا كنت ذا راي فكن
ذا عزيمة ،
فان فساد الراي ،
ان تترددا.
فاخطر مايعتري التنظير، ان يتحول الي ترف ذهني ما لم يقم قائلة بتفعيله بنفسه او يقتنع آخرون بمحتواه فيتولون وضعة موضع التنفيذ .فلا مجال في ظروف بلادنا الماثلة الي: (حشاش بدقينتو) ولا حاجة لنا ب: (حدًاس- ث ما سوًاي) ولا إلي (منظراتية) بالمفهوم السالب الذي يستخدمه الذين لا يتعاطفون مع التنظير لانهم لا يؤمنون به اصلا..فتامل!
..ونواصل.