الرواية الأولى

نروي لتعرف

نحو الغد / عبدالله حميدة

اسماء السودانيين المقتبسة من الألفاظ الدالة علي الأجناس الواردة في القرآن الكريم. ( 14- 22)

عبدالله حميدة

للسودانيين اسماء قليلة مستمدة من الأجناس البشرية المضمنة في آيات القرآن وهي اسماء- علي قلتها- تشير إلي عمق الثقافة السودانية واستيعابها لمعاني التعايش مع المجتمع الانساني والاخذ والاقتباس منه بتلقائية لاتعرف التكلف او الجمود. ومن هذه الاسماء:

  • عربي: وقد جاء هذا الاسم بهذه الصيغة في آيتين من آيات الكتاب المبين وهما:
    – الآية رقم 103 من سورة النحل : (ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين.)
    – الآية رقم 195 من سورة الشعراء : (بلسان عربي مبين.)
    ونسبة للانتماء العقدي والعرقي الذي يربط السودانيين بمدلول هذا الاسم فقد استعاروه للتعبير عن ذلك الانتماء والارتباط . ومثال علي ذلك اسماء :(عربي والعربي وعريبي وعز العرب).
  • قريش : ولهذا الاسم مكانته الوجدانية في قلوب السودانيين لان (قريش) إسم سورة من سور القرآن الكريم وهي في ذات الوقت قبيلة الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم . وقد تمثلت الأسماء المستمدة منه في : ( قريش والقريش وقرشي والقرشي).
  • الروم : وهو اسم لسورة من سور القرآن ايضا . والروم هم الرومان اصحاب الحضارة والقوة المادية والعسكرية المعروفة في التاريخ الذين تنبأت أيات التنزيل بنصرهم علي الفرس ولذلك كانت عاطفة المسلمين تميل إليهم باعتبارهم اهل كتاب لا مشركين. وانطبع هذا الشعور في نفوس السودانيين عبر مداومة تلاوة القرآن. فلم يكن غريبا أن يقتبسوا هذا الاسم وان نجد في اسمائهم : ( صهيب الذي هو صهيب الرومي او صهيب الروم ، الصحابي الجليل. كما نجد اسم : (اسكندر) وهو اسم سوداني نادر ينسب – في بعض الروايات – إلي الاسكندر الأكبر الذي هو ذو القرنين المذكور في سورة الكهف) .
    ومن الطريف ان نذكر هنا ان الشعر الغنائي السوداني الحديث قد احتفي بجنس الرومان في قصيدة خليل فرح الطروبة بإشارة رمزية إلي إحدي حسان خرطوم الربع الأول من القرن الماضي ، هي (زهرة روما) حيث يقول:
    بين جناين الشاطي
    وبين قصو( الروم)
    حي زهرة (روما)
    وابك يامغروم.
    إلي ان يقول:
    القوام اللادن والحشا المبروم
    والصدير الطامح زي (خليج الروم). فانظر كيف استخدم الخليل باكرا هذه المترادفات” الرومية” تنويعا ودليلا علي سعة ثقافته ومهارته.
  • إسرائيل :هو اسم سيدنا يعقوب – جد اليهود – عليه السلام والذي اطلق عليه القران هذا الاسم بنص الاية رقم 93 من سورة آل عمران ، كما ورد في 24 آية بصيغة : (بني اسرائيل ). واسم ( إسرائيل) من الأسماء النادرة في السودان ويرجع ذلك لسببين :
    1- انه ارتبط تاريخيا بجدود يهود لبعض الأسر السودانية المسلمة الذين لم يعودوا يسمون به مواليدهم الآن.
    2- ان التطورات السياسية في المنطقة العربية خلال القرن الماضي قد ادت الي قيام دولة صهيونية استيطانية باسم (إسرائيل) علي حساب اصحاب الارض الفلسطينية ، مما خلق خلطا مريعا بين اسم النبي يعقوب (إسرائيل) عليه السلام و اسم هذه الدولة الصهيونية التي زرعتها بريطانيا في قلب الوطن العربي. وقد ادي هذا الخلط إلي نفور السودانيين من الاسم بشكل مطلق وسبب هذا النفور كدرا وغبنا لتلك الاسر السودانية المسلمة ذات الأصول اليهودية.
    – نواصل-

اترك رد

error: Content is protected !!