هوامش / د. كرار التهامي

ازمة التواصلية وهيمنة ثقافة الاقصاء ،،،،،،،،————— رسائل في بريد عدد من الاحزاب …….. ٢-٣————— عزمي بشارة للأحزاب السودانية : الاقصاء يدمر الديمقراطية …..إلى : الشيوعي والاتحادي والمؤتمر الوطني و البعث و الاسلاميين واحزاب الامة …. تحية طيبة


د كرار التهامي

اهم صفات المساكنة الديمقراطية القدرة على ادارة الاختلاف بصورة راشدة فالاختلاف لايضر إذا كان حميدا لكن المشكلة في سرطنة الخلاف و وزراعة خلايا الكراهية في شرايينه ،،،،منظروا الديمقراطية يعتبرون الاختلاف الراشد جوهر الديمقراطية يردد ارنست بيكر في في توصيف ذلك عبارته الشهيرة agreement to differ كلازمة حميدة لممارسة الحرية السياسية والتنوع
▪️إن اكثر المواد المسرطنة للديمقراطية هي محاولة البعض إقصاء البعض على طريقة الروليت الروسي الذي لا يعرف احد فيه متى تاتي الطلقة القاتلة وعلى اي راس ستطيح و يطل كل متنافس متوترا على امل ان يموت الاخر قبله !
▪️قال دونالد ترامب بالأمس معلقا على محاولة محاكمته واقصائه من السباق الراهن بالقانون قال مخاطبا خصومه الديمقراطيين تذكروا ان اللعب يحتاج إلى اثنين two can play the game
نعم الديمقراطية تكتمل بوجود لاعب آخر و تكره الإقصاء وتعشق المنافسة والفوز والخسارة النبيلة وتعدد الأهواء
▪️انظر محاولات الاقصاء في السودان منذ الاستقلال وماترتب عليها في تاريخنا السياسي من ارتدادات كلفت الوطن زمنا غاليا مثلا :
▪️محاولة اقصاء حزب الامة في الخمسينات بتوحيد جناحي الاحزاب الاتحادية الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي التي رد عليها حزب الامة بتدبير الانقلاب الاول في افريقيا جنوب الصحراء و الذي اقصى الاتحاديين وغيرهم وحل الاحزاب لمدة ست سنوات
▪️اقصاء الحزب الشيوعي في الستينات وحله رغم انف المحكمة الدستورية ردعليه الحزب باقصاء الاحزاب بواسطة كوادره في الجيش في مايو ٦٩ وحل الاحزاب لمدة ستة عشر عاما
▪️محاولة اقصاء الاسلاميين في الثمانينات بمذكرة الجيش والانحناء لشروط قرنق ردعليه الإسلاميون بانقلاب يونيو ٨٩ ليقصوا الجميع بلا هوادة لما يقارب العقدين
▪️اخيرا محاولات اقصاء الإسلاميين الذين كانوا يمثلون الكتلة الثالثة والصاعدة في الديمقراطية الثالثة وشرعنة ذلك الإقصاء في الوثائق السياسية بعد الحراك الشعبي في ديسمبر انتج ذلك رد الفعل خروج (التيار الإسلامي العريض) من القمقم وانقذ الحركة الإسلامية من التلاشي بعد ورطة السلطة و ما جرته اليها من شناف ونقد سياسي وشروخ تنظيمية

▪️يقول المثل الإنجليزي الرياح هي التي صنعت محاربي الفايكنغ The wind created the Viking
،،،،فالعديد من الاحزاب التي تم حلها اصبحت قوية بسبب رياح العناد السياسي ومحاولات الإقصاء فنهضت عكس الريح اكثر قوة وأكثر غبينة واقوى شكيمة وأكثر رغبة في الفعل المضاد
▪️ولم يسلم حزب في السودان من الحل فكلما انبت الزمان نظاما عسكريا يقوم بحل الاحزاب ومطاردتها ردحا من الزمان ثم تعود اكثر قوة وأكثر رغبة في الانتقام
▪️هذه الظاهرة لاتتجلى فقط في السودان ولكنها طاهرة كونية خاصة في أفريقيا والعالم العربي
• يرجع محمد ورشید سعدي’’ازمة الديمقراطية في العالم العربي في جزء منھ لازمة التواصلیة وھیمنة ثقافة الانغلاق والاقصاء ‘‘
• یقول عزمي بشارة في مقدمة كتاب ابو شوك عن (ثورة ديسمبر) ’’لاشك ان الاحزاب السیاسیة في السودان تحتاج مھلة لبناء ذاتھاوالتواصل مع قواعدھا الاجتماعیة وھذا لایتطلب اقصاء قوى سیاسیة” |…| اقصاؤھا – – اي هذه القوى – من منطلق الاجتثاث یدمر الدیمقراطیة فمن الضروري الوصول الى توافقات مع قوى سیاسیة حتى لو شاركت في الحكم سابقا…شرط ان تلتزم بالنظام الدیمقراطي ‘‘ یضیف بشارة حول ھذه القوى المعنیة ’’انھا لیست الوحیدة االتي دعمت انقلابا ضد الدیمقراطیة فجزء من قوى الثورة دعم في الماضي انقلابات على تجارب دیمقراطیة ‘‘
• یقول على الدین ھلال حول ازالة المخاوف المتبادلة بین الاطراف والبحث عن ارضیة مشتركة بین الفاعلین ” ویصل الامر في بعص الدول الى ادماج عناصر النظام القدیم في العملیة السیاسیة الجدیدة فقد تولى رئاسة الدولة في رومانیا وبولندا وروسیا اشخاص كانوا من قیادات الاحزاب الشیوعیة الحاكمة سابقا”
• یقول كرین برنتون في كتابھ تشریح الثورة ’’اذا قام المتطرفون بالانقلاب على المعتدلین في الثورة تدخل الثورة مرحلة الأزمة ‘‘ وهكذا لقيت ديسمبر حتفها عندما كشرت عن انيابها ولم يكن في فمها أسنان فكل ما ينتجه الإقصاء هو هذا الفیض من الطاقة السالبة
• يشير عبّد الوهاب الافندي الى ذلك بمقولة روبرت دال عن “عدم استقرار الدیمقراطیة في حالة انقسام المجتمع الى كتلتین كبیرتین ترى كل منھما في انتصار الاخر خطرا كبیرا على twoقیمھا‘‘ هكذا كانت حال إليسار واليمين في السودان
الان و بعد هذه الحرب القاسية وصدمة الوعي التي احدثتها يجب تعزيز ثقافة المنافسة وقبول الاخر على علاته لقد سقطت شرعة الإقصاء ولم يبق امام الاحزاب والنخب الان ان تدرك عن يقين ان اللعب يحتاج إلى اثنين وكما يقولون it takes two to tango وان الطريقة الاوجأ للفوز ليس الاقصاء ولكن بالوعي وتطوير الذات والقدرة على المنافسة ،،،

نواصل

٧-٩-٢٠٢٤

اترك رد

error: Content is protected !!