بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
صدق الله العظيم
قومُ الفقيه مُحَمَّد عبد المحمود الطيَّب ومن تاحَدَهم على البيْضاءِ إخَاءً في هِمَّةِ الرُّشدِ وآلُ الشيخ/ الشيخ خالد عبد المحمود وعن دائرتِه عائلةُ “الرّحّالة” عبد المحمود الشَّيخ بكاملِ تكوينِها، والمِثالُ الأمْثل في ذا الحال المُباخِع على توْفِيةِ مُستحقَّاتِ آدابِ المسْلكِ الشَّيخ عبد المحمود الشَّيخ “الحفيد” بجانبِ جميعِ ألَفةِ الموافقةِ المعنيين؛ لا سيَّما أهلٌ السَّروراب الجامعة وراسِخو صعيدها خاصةً، الذي كان ميممةً لأهلِ الميمنةِ الميامين؛ فجميعُ المتصدِّرين ومن حارَوا وصُدِموا بفاجعةٍ جلجلتْ للمشاعر ومصيبةٍ هدَّتْ للثُبَّاتِ حيثُ وافقتْ حقاً لمصْدَقِ القائلِ في فَقدِ فاتحِ القُرْب :
أنْكرْتُ سَمْعَي إذْ صَاخَ لنعْيِِه وزَجَرْتُ من ينعَاه في مَنْ نُعِي
الجميعُ بالعَوْدِ إلى أمْرِ التَّسليمِ والامتثالِ يحتسبون عندَ مالكِ المُلكِ المُبدئ المُعيدِ قادِماً إليه بالوصْلِ غيرِ المُنفصلِ مَزْفوفاً بسلامةِ القلبِ وطُهْرِ الرُّوحِ وسَعْدِ الوعْدِ، أنيسَ الأحَاسيسِ وحَذيقَ المقاييس، القافي لأثرِ الآباءِ دون تلْبيس، فاتحَ البابِ جاذبَ الأحبابِ المُكرِمَ لأُولي الألبابِ بحَنوةِ الاستيعابِ، ذاكَ المؤيَّدَ بمحْوَى الألْطافِ ومُزْكَِّى الشمائلِ وأوْليةِ المكارمِ التي أهَّلته لمتْوَجة النُّور فأدرك للمُنى بمحفّة اللُّطف فترقّقَ حِجاب بشريَّته شِفافاً بَيْدَ أنْ مُدّعين ما زالت تتسادَلُهم البراقِعُ الخبَّاتة!
يا له من بَرٍّ عَفٍّ أبيٍّ تشمَّخَ بالمعاني السامية تجَلُّداً قويماً وتوازُناً حكيماً ووصلاً دَييماً مُطَلِّقاً للأكوانِ ومتأمِّلاً في الكوائنِ كشأنِ والدِه الهُمام والِهِ القلبِ على بِساطِ الديموميةِ الذي أبْلغَ في وصفهِ العارفُ بأقدارِ الرِّجال المرحوم د. منصور خالد خلال ما ساقَه عنه في ثُلاثيَّةِ أماجدِه الكِرام.
بالطبعِ إنها لملامحُ عن مُحتَسَبِنا المُعلَّا مقاماً في دارِ النُّقْلةِ المعْمورةِ بإذنه رحيمٍ كريمٍ/ الشَّيخ عبد الوهاب الشَّعراني، الشَّيخ زين العابدين الحسن ابن وجيه الدارين ذي الحَظْوة والمكانة الربانيَّة وجاهةً، الشَّيخ عبد الرحمن النَّجل المُبَجَّل للعَلَم المعلُوم، الشَّيخ أحْمد الطَّيب بن البشير وكَفى….
والَّذي علَتْ روحُه بمصاعدِ التَّرقّي إلى مدْرِج (هُم في الغُرُفاتِ آمنون) عند ظهيرة اثنيْن البخْت الفائتِ الموافقِ للرَّابعِ من شعبان الجاري بقاهرة الفاطميِّ التي كان مُرابطاً بها منذ فترةٍ تمادَدتْ بُغيةَ وصلٍ لظاهرِ التطبيب بين مشافِيها الحَمَّالة. وقد أُودِعَ جسدُه الطاهرُ صبيحةَ اليوم التَّالي بجِيرةِ والدِه عند مقامه الأسْمَى بمسجدِه الأسنيِّ بثَرَى شمبات الشَّمَمِ استجابةً لنداءِ الرِّضا الأزَليِّ ومَعيّةِ التآنسِ البرْزخيِّ الهنيء.
وقد تدافعت حشودٌ عَظُمَ توافدُها من كلِّ جماهِر الأبْشارِ، متسابقةً في مهْر شَهادةِ الحقِّ بالوُجوبِ الأوْسعِ؛ فيَا لها من أقوامٍ حفَّها الحُبُّ الذي لا تضرُّ معه الإساءة؛ فلا جدوى من إحسانٍ يقابِله بُغْضٌ !
أَوفَى شيخُ الهُدَى الهادِي لأمانةِ مَكْلَف مُوَرِّثه زَيْنِ العُبّادِ حَكَمَ المحاضَر ماكثاً في تأديتها على أوْجه تكاملٍ مدَّ لنحو جيلٍ ومزيد أشهرٍ مُشتهِراً خلال تلك الفترة المعتبَرة بما يلزمُ الاحتذاءَ به قُدوةَ تأسٍّ لكلِّ مُعْقِبٍ لسابقٍ أَجَلّ؛ فالمواظبةُ على الكُسوب دلالةٌ على عينِ عنايةِ الوَهُوب.
ما كان لشعرانيِّ الوَرَى من تمييزٍ بين أهلِ طريقته بائنةَ الاسْتنانِ الشَّرعيِّ وبينَ سائرِ أهلِ المشارِبِ الأُخَرِ من جُموعِ المسلمين. وتجسّدَ هذا الشأنُ مشهدَ مرءاً في من تجمعُهم دوماً رحْبَتُه المِرحابةُ بحُضَّارِها وحضََرابِها وأضرابٌ من أهلِ الأذْواقِ الَّذين تنفَّحوا بشميمِ أريجِ الصَّفا والمحبَّةِ منذ عهدِ الزَّين الزائنِ بين قاماتِ الرِّجال.
لم يُؤْثََرْ عن الرَّاحلِ الأبْلجِ تدثُّرٌ بكثيرٍ من ظاهرةِ حُمولاتِ المَرادِف فسيفسائيَّة الإزعاج؛ فقد عاشَ أصيلاً نقيّاً زاهِداً مستيقِناً بسيطاً عظيماً قويَّ المُلاحظةِ دون عكْسِ المفاظَظة؛ تشيَّمَ بالصَّبرِ وتوسَّمِ بالقناعةِ صائناً لماءِ وجههِ الناضرِ من مَراقٍ لَكَمْ ما جفّفَ لحياءِ المُدَّعين الَّذين أُسلِبوا وتَسَلَّبوا فأعاقُوا مسيرَ الرَّاغبين هُدىً؛ وذا ما عناه العبَّاسِيُّ في مَضلَّة الهَادي وحَيْرة الدّال!!
هدَّ الشَّعرانيُّ بمشاعِره الإراديَّة لعقباتٍ عوائقِ القِياد، فانحردتْ عواطلُ عن التَّروُّدِ الصَّرَّافِ فسارتْ المسيرةُ دون ضَوْضأةٍ مِصْخابة وجَلَبةٍ جلْجالة، فاجتمع في المَرْكَب من كان يخشى التِهامَ الآخَرِ له! وبذلك علا الشعرانيُّ شأناً بالأمَانِ والسَّكينةِ والاطمئنانِ وتميَّزَ حواريُّوه ومحبُّوهُ بمسْحةِ أثرِ الاستحسانِ أمانةً وقوامةً وخدمةً ورضاً وسماحةً تجاوزوا بها حصيلةً من مَراعِنِ الغُباة.
وعلَّ كاتبَ الاحتسابِ المفوَّض لشاهدٌ طالما عَبَّرَ مِراراً عبر منصَّاتٍ متعدّدةٍ عن مزايا المدرسة الشعروزينية قُرْباً محموداً؛ فهي مدرسةُ تصالحِ إقرارٍ أمام البَارئ لا استكبارَ المتعنِّدِ التّهواريِّ وللزَّينُ نظراتٌ مأثورةٌ حول مَبْلغ هذا الأمر.
في مِختَمِ هذه العَبْرةِ الخانِقةِ عن مُرسَلِ البَوحِ إفصاحاً وافياً ما لنا إلا أنْ نتعَازَى مع النَّفس والآخرِين عسَاها من سلْوى. ورَغْمَ حُسبانِنا نِسبةً بكلِّ الأوْجُه في أصالةِ المُعازاة إلّا أنَّ فرْط الحالِ وجَوشَة المَشْعر بالأسى الحَرَّاق والحُزْنِ المَزَّاق يسوقُنا إلى مبادلةِ التَّعزيةِ عزاءً واعتزاءً بدءاً بآلِ الفقْدِ الأكلَمِ خاصَّةَ البيتَ المُباشرِ عيْن أُسْرة الرَّاحلِ بأجمِعها ومن هم بمغروسِ البركةِ ماضُون على النَّهْج وإلى إخوانِ الشَّيخِ وأبناءِ الإخْوانِ يقْدُمُهم الشَّيخُ المناضلُ /أحْمَد الطيِّب الزَّين كذا الأصهارُ والجيرانُ وأهلُ شمبات كافّة وعمومُ بحري ومَلَكَةِ أسرارِها وكلُّ الإخْوان والأحْباب والسَّالكون من ضمّهم رَكْب الفقيدِ فما أحْول حالِهم وحالِ رائدِ الوَفاء المُطمْطَم مُتيّم الله بكري عبد الحفيظ. والعزاءُ أنْشَرَهُ مدىً لكافةِ السَّادة الأطايبِ في كل مواجِدهم وُجوداً؛ فما رأينا من بقعةٍ لهم جامعةً بفؤادٍ قابلٍ غيْرَ هذه الشمباتيّة الشَّمخاء. أمّا آلُ العبد بالحقِّ القريبِ البطلِ فهم استثناءً بكلِّ تفرُّعاتِهم لا شكَّ لَذَوو خصوصيةٍ راجحةٍ لما هو معلوم يزامِلُهم في ذلك البكريُّ من نالَ الحُسنَيَيْن أسراراً. والتعزيةُ تُرسَلُ إلى عوالمِ برازخٍ كان لها تواددٌ حميمٌ في دُنيا الشَّهادةِ مع الزَّين والشَّعرانيِّ. لا شكَّ يبرزُ هنا شيخُ العلوم حَسُنُ الوفاء فقد ردَّ مَعزَّةَ الزَّينِ إعزازاً لوارِثه واستمرَّ الحالُ مُجدّداً عبرَ الأجيالِ الخالِفة.
فاللهُ نسألُه بكريمِ مكنونِ مخزونِ أسمائه وبِصِلاتِ سِعاتِ بِساطِ رحمتِه أن تتجلَّى روحُ الرَّاحلِ على المكانِ مَخْيَِماً دعمَاً لكمالِ الوصْلِ المَعْهود وأنْ تَمتدَّ الألَطافُ لشفاءِ رحَّالةٍ مسكينٍ حبستْه بلاءاتُ السُّقُومِ بمَظانِ العلاجِ الخارِجي عن مشهدِ الوداعِ المُبْكي، والكُلُّ إلى اللهِ راجِعٌ، فيا بَخْتَ مَن أَعَدَّ واستعدَّ وكان له أجرُ مَن اتَّبَعَهُ بعملٍ حَسَن ….
أنْكرْتُ سَمْعَي إذْ صَاخَ لنعْيِِه وزَجَرْتُ من ينعَاه في مَنْ نُعِي
الجميعُ بالعَوْدِ إلى أمْرِ التَّسليمِ والامتثالِ يحتسبون عندَ مالكِ المُلكِ المُبدئ المُعيدِ قادِماً إليه بالوصْلِ غيرِ المُنفصلِ مَزْفوفاً بسلامةِ القلبِ وطُهْرِ الرُّوحِ وسَعْدِ الوعْدِ، أنيسَ الأحَاسيسِ وحَذيقَ المقاييس، القافي لأثرِ الآباءِ دون تلْبيس، فاتحَ البابِ جاذبَ الأحبابِ المُكرِمَ لأُولي الألبابِ بحَنوةِ الاستيعابِ، ذاكَ المؤيَّدَ بمحْوَى الألْطافِ ومُزْكَِّى الشمائلِ وأوْليةِ المكارمِ التي أهَّلته لمتْوَجة النُّور فأدرك للمُنى بمحفّة اللُّطف فترقّقَ حِجاب بشريَّته شِفافاً بَيْدَ أنْ مُدّعين ما زالت تتسادَلُهم البراقِعُ الخبَّاتة!
يا له من بَرٍّ عَفٍّ أبيٍّ تشمَّخَ بالمعاني السامية تجَلُّداً قويماً وتوازُناً حكيماً ووصلاً دَييماً مُطَلِّقاً للأكوانِ ومتأمِّلاً في الكوائنِ كشأنِ والدِه الهُمام والِهِ القلبِ على بِساطِ الديموميةِ الذي أبْلغَ في وصفهِ العارفُ بأقدارِ الرِّجال المرحوم د. منصور خالد خلال ما ساقَه عنه في ثُلاثيَّةِ أماجدِه الكِرام.
بالطبعِ إنها لملامحُ عن مُحتَسَبِنا المُعلَّا مقاماً في دارِ النُّقْلةِ المعْمورةِ بإذنه رحيمٍ كريمٍ/ الشَّيخ عبد الوهاب الشَّعراني، الشَّيخ زين العابدين الحسن ابن وجيه الدارين ذي الحَظْوة والمكانة الربانيَّة وجاهةً، الشَّيخ عبد الرحمن النَّجل المُبَجَّل للعَلَم المعلُوم، الشَّيخ أحْمد الطَّيب بن البشير وكَفى….
والَّذي علَتْ روحُه بمصاعدِ التَّرقّي إلى مدْرِج (هُم في الغُرُفاتِ آمنون) عند ظهيرة اثنيْن البخْت الفائتِ الموافقِ للرَّابعِ من شعبان الجاري بقاهرة الفاطميِّ التي كان مُرابطاً بها منذ فترةٍ تمادَدتْ بُغيةَ وصلٍ لظاهرِ التطبيب بين مشافِيها الحَمَّالة. وقد أُودِعَ جسدُه الطاهرُ صبيحةَ اليوم التَّالي بجِيرةِ والدِه عند مقامه الأسْمَى بمسجدِه الأسنيِّ بثَرَى شمبات الشَّمَمِ استجابةً لنداءِ الرِّضا الأزَليِّ ومَعيّةِ التآنسِ البرْزخيِّ الهنيء.
وقد تدافعت حشودٌ عَظُمَ توافدُها من كلِّ جماهِر الأبْشارِ، متسابقةً في مهْر شَهادةِ الحقِّ بالوُجوبِ الأوْسعِ؛ فيَا لها من أقوامٍ حفَّها الحُبُّ الذي لا تضرُّ معه الإساءة؛ فلا جدوى من إحسانٍ يقابِله بُغْضٌ !
أَوفَى شيخُ الهُدَى الهادِي لأمانةِ مَكْلَف مُوَرِّثه زَيْنِ العُبّادِ حَكَمَ المحاضَر ماكثاً في تأديتها على أوْجه تكاملٍ مدَّ لنحو جيلٍ ومزيد أشهرٍ مُشتهِراً خلال تلك الفترة المعتبَرة بما يلزمُ الاحتذاءَ به قُدوةَ تأسٍّ لكلِّ مُعْقِبٍ لسابقٍ أَجَلّ؛ فالمواظبةُ على الكُسوب دلالةٌ على عينِ عنايةِ الوَهُوب.
ما كان لشعرانيِّ الوَرَى من تمييزٍ بين أهلِ طريقته بائنةَ الاسْتنانِ الشَّرعيِّ وبينَ سائرِ أهلِ المشارِبِ الأُخَرِ من جُموعِ المسلمين. وتجسّدَ هذا الشأنُ مشهدَ مرءاً في من تجمعُهم دوماً رحْبَتُه المِرحابةُ بحُضَّارِها وحضََرابِها وأضرابٌ من أهلِ الأذْواقِ الَّذين تنفَّحوا بشميمِ أريجِ الصَّفا والمحبَّةِ منذ عهدِ الزَّين الزائنِ بين قاماتِ الرِّجال.
لم يُؤْثََرْ عن الرَّاحلِ الأبْلجِ تدثُّرٌ بكثيرٍ من ظاهرةِ حُمولاتِ المَرادِف فسيفسائيَّة الإزعاج؛ فقد عاشَ أصيلاً نقيّاً زاهِداً مستيقِناً بسيطاً عظيماً قويَّ المُلاحظةِ دون عكْسِ المفاظَظة؛ تشيَّمَ بالصَّبرِ وتوسَّمِ بالقناعةِ صائناً لماءِ وجههِ الناضرِ من مَراقٍ لَكَمْ ما جفّفَ لحياءِ المُدَّعين الَّذين أُسلِبوا وتَسَلَّبوا فأعاقُوا مسيرَ الرَّاغبين هُدىً؛ وذا ما عناه العبَّاسِيُّ في مَضلَّة الهَادي وحَيْرة الدّال!!
هدَّ الشَّعرانيُّ بمشاعِره الإراديَّة لعقباتٍ عوائقِ القِياد، فانحردتْ عواطلُ عن التَّروُّدِ الصَّرَّافِ فسارتْ المسيرةُ دون ضَوْضأةٍ مِصْخابة وجَلَبةٍ جلْجالة، فاجتمع في المَرْكَب من كان يخشى التِهامَ الآخَرِ له! وبذلك علا الشعرانيُّ شأناً بالأمَانِ والسَّكينةِ والاطمئنانِ وتميَّزَ حواريُّوه ومحبُّوهُ بمسْحةِ أثرِ الاستحسانِ أمانةً وقوامةً وخدمةً ورضاً وسماحةً تجاوزوا بها حصيلةً من مَراعِنِ الغُباة.
وعلَّ كاتبَ الاحتسابِ المفوَّض لشاهدٌ طالما عَبَّرَ مِراراً عبر منصَّاتٍ متعدّدةٍ عن مزايا المدرسة الشعروزينية قُرْباً محموداً؛ فهي مدرسةُ تصالحِ إقرارٍ أمام البَارئ لا استكبارَ المتعنِّدِ التّهواريِّ وللزَّينُ نظراتٌ مأثورةٌ حول مَبْلغ هذا الأمر.
في مِختَمِ هذه العَبْرةِ الخانِقةِ عن مُرسَلِ البَوحِ إفصاحاً وافياً ما لنا إلا أنْ نتعَازَى مع النَّفس والآخرِين عسَاها من سلْوى. ورَغْمَ حُسبانِنا نِسبةً بكلِّ الأوْجُه في أصالةِ المُعازاة إلّا أنَّ فرْط الحالِ وجَوشَة المَشْعر بالأسى الحَرَّاق والحُزْنِ المَزَّاق يسوقُنا إلى مبادلةِ التَّعزيةِ عزاءً واعتزاءً بدءاً بآلِ الفقْدِ الأكلَمِ خاصَّةَ البيتَ المُباشرِ عيْن أُسْرة الرَّاحلِ بأجمِعها ومن هم بمغروسِ البركةِ ماضُون على النَّهْج وإلى إخوانِ الشَّيخِ وأبناءِ الإخْوانِ يقْدُمُهم الشَّيخُ المناضلُ /أحْمَد الطيِّب الزَّين كذا الأصهارُ والجيرانُ وأهلُ شمبات كافّة وعمومُ بحري ومَلَكَةِ أسرارِها وكلُّ الإخْوان والأحْباب والسَّالكون من ضمّهم رَكْب الفقيدِ فما أحْول حالِهم وحالِ رائدِ الوَفاء المُطمْطَم مُتيّم الله بكري عبد الحفيظ. والعزاءُ أنْشَرَهُ مدىً لكافةِ السَّادة الأطايبِ في كل مواجِدهم وُجوداً؛ فما رأينا من بقعةٍ لهم جامعةً بفؤادٍ قابلٍ غيْرَ هذه الشمباتيّة الشَّمخاء. أمّا آلُ العبد بالحقِّ القريبِ البطلِ فهم استثناءً بكلِّ تفرُّعاتِهم لا شكَّ لَذَوو خصوصيةٍ راجحةٍ لما هو معلوم يزامِلُهم في ذلك البكريُّ من نالَ الحُسنَيَيْن أسراراً. والتعزيةُ تُرسَلُ إلى عوالمِ برازخٍ كان لها تواددٌ حميمٌ في دُنيا الشَّهادةِ مع الزَّين والشَّعرانيِّ. لا شكَّ يبرزُ هنا شيخُ العلوم حَسُنُ الوفاء فقد ردَّ مَعزَّةَ الزَّينِ إعزازاً لوارِثه واستمرَّ الحالُ مُجدّداً عبرَ الأجيالِ الخالِفة.
فاللهُ نسألُه بكريمِ مكنونِ مخزونِ أسمائه وبِصِلاتِ سِعاتِ بِساطِ رحمتِه أن تتجلَّى روحُ الرَّاحلِ على المكانِ مَخْيَِماً دعمَاً لكمالِ الوصْلِ المَعْهود وأنْ تَمتدَّ الألَطافُ لشفاءِ رحَّالةٍ مسكينٍ حبستْه بلاءاتُ السُّقُومِ بمَظانِ العلاجِ الخارِجي عن مشهدِ الوداعِ المُبْكي، والكُلُّ إلى اللهِ راجِعٌ، فيا بَخْتَ مَن أَعَدَّ واستعدَّ وكان له أجرُ مَن اتَّبَعَهُ بعملٍ حَسَن ….