¤ تباً للباغي الشقي حميدتي، الذي أفسد علاقة بلادنا مع الحبيبة قطر، في العام 2019، عندما وقف وراء رفض الخرطوم استقبال وفد قطري رفيع.. كان ذلك بعد ايام قلائل من غروب شمس الانقاذ.. من لحظتها بدأ الارهابي في التمدد حتى طغى وتجبر وتمرد.. وصل الوفد وقتها عاصمة افريقية، حين كانت بعض الاجواء مغلقة امام الطيران القطري.. بسبب مقاطعة دولا خليجية لقطر الخير، مما استغرقت رحلة الوفد ساعات طويلة.
¤ تجنت الخرطوم على الدوحة وزعمت انها لم تلتزم بالبروتوكول والتنسيق المسبق.. واطلعني وقتها سفير قطر السابق بالخرطوم السفير الهمام عبد الرحمن الكبيسي الذي ادار ملف علاقات البلدين بحكمة واقتدار بعد التغيير.. في وقت كانت جهات خارجية تحرك حميدتي لمقاطعة قطر وابعادها عن السودان الذي ظلت تحب شعبه وتقف الى جانبه.
¤ لاحقا حاول حميدتي تطبيع علاقته الشخصية مع قطر، وكان ذلك بعد انقشاع الأزمة الخليجية مطلع يناير 2021. وكانت زيارته، اواخر يناير من ذات العام – يا له من ماكر – لكن القيادة القطرية الرشيدة اكبر من ان تنجر وراء امثال حميدتي ممن يطيعون اولياء نعمتهم.. ويقوموا بتلك الافعال المدمرة للعلاقات الخارجية.
¤ لم تعاقب قطر السودان حكومة وشعبا بعمالة حميدتي وكان وقتها الرجل الثاني.. وواصلت مد يدها بيضاء من غير سوء للشعب السوداني.. كما عودتنا منذ سنوات طويلة.. وهي توفق بين الحكومة وحركات دارفور وترعى شجرة السلام التي رويت من مياة الخليج.. وظلت تحل مشاكل السودان الاقتصادية ازمة تلو ازمة، منذ الامير الوالد، وحتى الأمير الشاب الشيخ / تميم الذي قاد بلاده بذكاء الى مصاف العالمية.. واصبح الجميع في مقدمتهم واشنطن يطلبون وساطة الدوحة لحل المشكلات في كل انحاء العالم.
¤ هاتف الامير تميم، الرئيس البرهان قبل ايام قلائل.. جري خلال الإتصال بحث العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك، بجانب سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.. لكن مما لاشك فيه ان الاتصال له مابعده.. تعتبر قطر في مقدمة الدول التي لاتحمل اي اجندة خفية او مشبوهة تجاة السودان.. ولا تستخدم معه سياسة (لي الذراع) في تقييم علاقاتها الخارجية وصلاتها مع السودان.
¤ المحزن في هذة الحرب اللعينة التي اشعلها الجنجويد ان السودان بلا حلفاء ولا اصدقاء..تنكر لنا الجميع – (ليهم يوم) – تركونا نفترش الارض ونلتحف السماء.. الا قطر وقلة قليلة.. في خضم حالة الضيق كانت دوحة الخير كريمة معطاءة كما العهد بها.. من الدول القلائل في العالم التي زار مسؤول رفيع منها بورتسودان.. كانت زيارة وزيرة التعاون الدولي القطرية لولوة الخاطر الى بورتسودان في مارس الماضي استثنائية وتاريخية.
¤ يكفي ماكتبته لولوة في منشور على منصة إكس- أن زيارتها للسودان تأتي “لتذكير العالم الذي يبدو وكأنه تناسى ما يمر به هذا البلد العريق والكبير وشعبه العزيز الكريم من مأساة إنسانية طاحنة”.. جعلت قضيتنا حاضرة، وعززت شرعية الحكومة.. وعززت دعم بلادها لوحدة وامن واستقرار السودان.. واستانفت الجسر الجوي
الذي حمل الغذاء.. وخيام الإيواء وسيارات الإسعاف خلال شهر رمضان.. وإجلاء السودانيين إلى قطر.. وفي خضم معركة الكرامة استقبل أمير قطر البرهان في الدوحة بعد خمسة اشهر من اندلاع الحرب.
¤ ومهما يكن من امر.. علينا بقطر الخير.