الرأي

إنه يوم الملحمة والالتحام


إنها ملحمة كبرى يؤرخ بها اليوم أن يلتقي أبطال القوات المسلحة والقوات المساندة والمجاهدون والمستنفرون مع أبطال سلاح الإشارة الصناديد وفرسان جهاز المخابرات المرابطين بموقع الدائرة السياسية في بحري منذ يوم الحرب الأول دون أن يقوى الملايشة على اقتحام مقارهم وذلك استبسال يدرس جيلا بعد جيل ؛ليلتقوا جميعهم بكماة القيادة العامة حماة الوطن الذين سطروا بأحرف من نور باستشهاد رفاقهم الذين ارتقوا صبيحة يوم الغدر والخيانة راسمين بدمائهم وأشلائهم أروع ملحمة بطولية في تاريخ السودان الحديث يوم أن فدى بضع وثلاثون من الحرس الجمهوري ليس قائدهم فحسب ولا قائد الجيش ولا رأس الدولة فقط بل فدوا السودان بأجمعه: تاريخاً وحاضرا ومستقبلاً؛ فدوه دولة وسيادة وشعباً يوم أن تكسرت على أجسادهم سهام الخيانة وارتدت على صدور الخونة والعملاء .فدوا السودان من الاستعمار الجديد في حرب الوكالة الموسومة بكل مشين ووضيع ؛فبعد فضل الله وتقديره وتدبيره ونصره وتمكينه جاء دورهم في أسباب الفعل والرماية (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .

جميع هؤلاء شهيدهم ومصابهم وأسيرهم وملتحمهم اليوم أهل للمجد والعز والإباء لأنهم منحونا جميعاً هذا الشرف ؛فما كان للسودان أن يصمد مرفرف الراية خفاق النبض مرفوع الرأس عالي الهامة في محافل الأمم متدفق الحشود في جحافل النصر ومواكب الاحتفال من دون توفيق الله لهؤلاء الأبطال ليصمدوا على التضييق والحصار والتدوين والقنص والجوع والمخمصة وفراق الأهل والولد والأحبة وانقطاع التواصل والاتصال والدعاية السوداء والدجل والشعوذة وعشرات الآلاف من المتمردين والمرتزقة جاؤوا من كل مكان من أسواق النخاسة يساندهم كل رخيص من تجار وسماسرة السياسة، لكنهم وجدوا مصيرهم المحتوم بتقدير الكبير المتعال ثم بعزيمة وصبر الرجال الأبطال .

اليوم الجمعة اجتماع لبيارق النصر والتقاء للجيوش والمكرمات ؛فاليوم صدتهم فاشر السلطان أبي زكريا (أداب العاصي )؛ ولم تفلح محاولاتهم في استهداف محطة المرخيات لقطع التيار الكهربائي عن أمدرمان إذ عاد بعد انقطاع لأيام خلت من استهدافهم لمحطة مروي التحويلية ؛واليوم تدفقت المياه في بحري وكرري وأمبدة وأمدرمان تسقي المواطنين الصامدين في وجه المعارك والاستهداف الممنهج بالتدوين اليومي زتخريب مراكز الخدمات ،تدفقت كما الدم في الشرايين والأوردة لتغذي كل أنسجة الجسد ؛واليوم أيضاً ترقص منطقة الجيلي محتفلة بالانتصار على الخونة والأجانب والمرتزقة ولم يبق من تحرير المصفاة إلا النذر اليسير رغم ما أعملوه فيها من خراب وتدمير .

حاشية :
حق لشعبنا اليوم أن يحتفل ؛فاليوم تستكمل القيادة العامة انتصاراتها التي بدأتها منذ الساعة الأولى للمعركة بصد رأس الحية وتشتيت صدر الموج ؛وستعود قواتها للانفتاح في الخرطوم لتستكمل مع أبطال سلاح المهندسين وأمدرمان استلام قلب العاصمة وتلتحم بهم على ضفاف النيلين قرب المقرن وتشهد لقاءهم المدرعات القادمة من الشجرة وكأني بالقيادة العامة تقول :(سأظل القيادة العامة برغم كل شيء؛ مني ابتدأ النصر وبي يكتمل وكما بدأته سأكمله ).
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا .

اترك رد

error: Content is protected !!