إسرائيل تعترف رسميًا بأرض الصومال دولة مستقلة وتعلن فتح علاقات واسعة – ونتنياهو يوجه دعوة لزعيم ارض الصومال لزيارة تل أبيب… وتحركات حثيثة لمد النفوذ في البحر الأحمر

أعلنت إسرائيل، اليوم، اعترافها الرسمي بأرض الصومال (صوماليلاند) كدولة مستقلة ، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة .
وجاء الإعلان عبر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد فيه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية غدعون ساعر، ورئيس أرض الصومال الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الله (سليعو)، وقعوا إعلانًا مشتركًا يقر بالعلاقات المتبادلة بين الجانبين على أساس الاعتراف الكامل بسيادة أرض الصومال.
وأوضح البيان أن الخطوة تأتي “في روح اتفاقات أبراهام” التي أطلقتها الولايات المتحدة إبان ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن الاعتراف يهدف إلى فتح آفاق تعاون سياسي وأمني واقتصادي بين الطرفين.
وهنأ نتنياهو الرئيس الصوماليلاندي على “قيادته والتزامه بالاستقرار والسلام”، موجّهًا له دعوة رسمية لزيارة إسرائيل. فيما أعرب الرئيس عبد الرحمن محمد عبد الله عن تقديره لما وصفه بـ”القرار التاريخي”، مؤكدًا تطلع بلاده إلى شراكة تنموية مع إسرائيل تسهم في تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بالمنطقة.
وأشار البيان إلى دور وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس جهاز الموساد دافيد برنيع في إنجاح التفاهمات التي أفضت إلى الإعلان، حيث وجّه لهم نتنياهو شكره على ما وصفه بالمساهمة في “تطوير العلاقات ورسم مسار جديد في المنطقة”.
كما أعلنت إسرائيل نيتها توسيع التعاون مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والطاقة والاقتصاد، إلى جانب دراسة مشاريع شراكات تجارية وتنموية مباشرة. ونُشرت صور رسمية للرئيس الصوماليلاندي ونتنياهو خلال مراسم التوقيع، ولاقت تفاعلًا لافتًا على منصات التواصل.
دلالات الاعتراف على خريطة القرن الأفريقي والبحر الأحمر
▪️يُتوقع أن ينعكس الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال على توازنات القوى في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، إذ يأتي في لحظة تشهد فيها المنطقة إعادة تشكل التحالفات الإقليمية وتنافسًا دوليًا متزايدًا على الموانئ والممرات البحرية الإستراتيجية. وتمثل الخطوة تحركًا إسرائيليًا للاقتراب من ممرات التجارة الحساسة الممتدة من المحيط الهندي إلى قناة السويس، وهو ما يمنح تل أبيب موطئ قدم محتمل في مدينة بربرة الساحلية ذات الأهمية الاستراتيجية.
كما ستتابع إثيوبيا وجيبوتي التطور الجديد بحذر بحكم الارتباطات الجيوسياسية المباشرة مع أرض الصومال، فيما سيحظى الملف باهتمام مصر والسودان كونه يلامس معادلات الأمن القومي في البحر الأحمر .. خاصة وان الإمارات العربية المتحدة كانت عملياً قد انشأت علاقات مع ارض الصومال وبونتلاند وتستغل ميناء الاخيرة في بوصاصو لنقل عتاد حربي ومرتزقة لدعم مليشيات ال دقلو الارهابية في تمردها وحربها علي الدولة السودانية ،، كما ذكرت بعض المصادر ان الإمارات قامت بنصب رادارات وإقامة منصة إطلاق مسيرات استراتيجية في الاقليمين الانفصاليين بما اعتبر أنه احتلال لجنوب البحر الأحمر .
ويرى مراقبون أن الإعلان قد يفتح الباب أمام تفاعلات جديدة تتعلق بملف الاعتراف الدولي بأرض الصومال، وربما يعيد تشكيل خريطة النفوذ في الصومال الكبرى، في ظل سباق إقليمي متصاعد يشمل أطرافًا عربية وأفريقية وآسيوية.
▪️بهذا الاعتراف تصبح إسرائيل أول دولة تعلن رسميًا اعترافها الكامل أرض الصومال، في خطوة من شأنها أن تُعيد رسم خطوط التواصل السياسي في المنطقة، وتضع مزيدًا من الضغوط على المجتمع الدولي بشأن مستقبل الاعتراف الدولي بصومالي لاند، التي تتمتع بحكم ذاتي واستقرار نسبي منذ عام 1991 دون اعتراف معترف به من الأمم المتحدة





