تلعب نماذج نظم المعلومات الجغرافية دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية. وفى تسجيل وتقديم البيانات الجغرافية والبيئية والعالمية التي تساعد القطاع المهني الحكومي والخاص على اتخاذ قرارات افضل فيما يتعلق بتوزيع الخدمات والسلع وتخطيط المدن.
وتعتبر التنمية الاقتصادية حجر الزاوية للأعمال المنتجة والناجحة. وتضمن نماذج نظم المعلومات الجغرافية وجود تدفق اقتصادي مستقر يحافظ على الحكومة والقطاع الخاص ويمكنهم من تعظيم ارباحهم وتطوير انتاجهم من السلع والخدمات .
كما ان نظام المعلومات الجغرافية يوفر مجموعة من الأدوات الفعالة (النظام الاساسي الضروري للتصور والنمذجة والتحليل والتقارير) والتي يحتاجها المطورون الاقتصاديون والتي تساعدهم في تسجيل المعلومات وتخزينها وإجراء التحليل ونشر النتائج لاتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية المختلفة.
ان اهمية نظم المعلومات الجغرافية في الاقتصاد تأتي من مقدرة وتمكن نظام المعلومات الجغرافية من تحديد البيانات الاقتصادية بمكون مكاني ؛ وتوليد بيانات مكانية إضافية كمدخلات للتحليل الإحصائي ؛ وحساب المسافات بين المعالم ذات الأهمية.
ايضا يمكن لنماذج نظم المعلومات الجغرافية أن تساعد الاقتصاديين التطبيقيين في فهم مختلف القضايا السائدة التي يشمل بعضها ، على سبيل المثال لا الحصر:
كيف تقلل من تأثير الكيماويات الزراعية على مياه الشرب؟ كيف تقدر الخسائر الاقتصادية؟ كيف يتم تحديد المواقع التي يمكن أن تكون مناسبة لمعالجة النفايات الخطرة؟ ما هي التكلفة المرتبطة بمختلف مشاريع التنمية؟
دراسة استخدام الأراضي والتحليل الذكي لأسعار المنازل.
ان اهمية نظام المعلومات الجغرافية في تطوير بيئة الاعمال تكمن في مقدرته على توفير رؤى قائمة على الموقع في الوقت الفعلي. حيث يمكن لنظام المعلومات الجغرافية التقاط وتحليل أي بيانات ذات سياق مكاني، من موقع شاحنات الشركة وسائقيها، إلى عادات الإنفاق للأشخاص في كتلة معينة، إلى تأثيرات أنماط الطقس التي تتحرك في جميع أنحاء البلاد على اداء الاعمال.
د / ماجدة مصطفى صادق
رئيس قسم الاقتصاد
جامعة السودان العالمية
تعليق: شكراً دكتورة ماجدة على إثارة هذا الموضوع الهام، حسب معلوماتي فإن للمركز القومي للمعلومات في بلادنا إدارة عامة مسئولة عن نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها.
عند تأسيس جهاز التحصيل الموحد في ولاية الخرطوم حوالي العام 2017 تم استخدام نظم المعلومات الجغرافية على نحو رائع، حيث تم تحديد مواقع الممولين القائمين والمحتملين، وتم تزويد مفتشي الضرائب والمحصلين بأجهزة تاب مرتبطة بالنظام لإجراء الزيارات، وتحصيل الضرائب. وكانت النتائج ممتازة والانضباط رائعاً، حيث تتابع الإدارة العليا تحركات المتحصلين وزياراتهم ونتائج أعمالهم.
هذا نموذج واحد لأحد التطبيقات التي استفادت من نظم المعلومات الجغرافية، حيث يمكن برمجة النظام على شكل طبقات تخدم كل طبقة مجال معين.
نأمل أن تنشط الإدارة المختصة بالمركز القومي للمعلومات في اعداد التطبيقات، أو وضع معاييرها القياسية وتكليف شركات التقنية الخاصة بتنفيذ الأنظمة لمختلف الوزارات، وسوف يحدث هذا نقلة كبيرة في التنمية الاقتصادية كما تفضلت دكتورة ماجدة. والله الموفق.