أسماء السودانيين المقتبسة من معاني وألفاظ الحكمة والعلم والرشد الواردة في القرآن الكريم.( 10- 22)

للسودانيين نصيب مقدر في اهتمامهم بما يصقل معارفهم ومداركهم وخبراتهم،وتشهد علي ذلك صلتهم التاريخية بمؤسسات التعليم التقليدية من خلاو ومساجد وحلقات علم الي جانب اهتمامهم المتزايد لتلقي العلم الحديث والمحافظة علي إرثهم العريق في مجالات المعارف والصنايع والمهن.
ولا شك ان صلة السودانيين بكتاب الله قد حافظت علي ماتعلموه من تجارب الحياة وممارسات من سبقهم من الآباء والاجداد.
نتناول- في هذا الصدد- اسماء السودانيين التي استقوها من معان والفاظ وردت في آيات السور القرآنية ونصنفها في ثلاث فئات:
- الفئة الاولي تنحصر في الاسماء الآتية:
- الحكيم .
البصير.
الخبير.
الرشيد.ويتفرع منه إسما :رشيد ورشيدة.
نقول ابتداءً ان هذه الفئة من الاسماء – وفقا للنص القرآني- لا تدل علي المعني المقصود منها في ذلك النص وذلك لأن (الحكيم) و( البصير) و(الخبير) و(الرشيد) من اسماء الله الحسني التي سبق ان قلنا عنها انه لايجوز التسمي بها.وإذن فلابد ان يكون السودانيون قد قصدوا بها معان اخري . فالحكيم عندهم هو الطبيب, والطبيب ليس علما وانما صفة لصاحب مهنة لكنها
اصبحت بمرور الايام إسما علما ولله في خلقه شؤون ! وقس علي ذلك مالحق بصفات : الخبير والبصير والرشيد …هكذا استخرج السودانيون الفاظا من القرآن الكريم لم يستعيروا معانيها الاصلية في اسمائهم نسبة للمحاذير العقدية التي ذكرناها آنفا. - • والفئة الثانية من الاسماء هي : عالم . (بكسر اللام)(6) علًام .
وهذه الفئة ليست من اسماء الله الحسني ولكنها تلتزم بنفس القاعدة التي تحدد طبيعة العلاقة بين استعارة اللفظ القرآني واعادة توظيفه وفق قواعد اللغة دون المساس بمعناه الاصلي. اما الفئة الثالثة فتشمل ثلاثة اسماء هي: - لقمان.
الكتبي(بضم والتاء). - الرسالة.
فلقمان هو ذلك الحكيم الذي عاصر نبي الله داؤود عليه السلام وهو في بعض الروايات نبي من انبياء الله. اما الكتبي (بضم الكاف والتاء معا) فهو اسم مستمد من مهنة بيع الكتب وهو من الاسماء النادرة في السودان.
وأما( الرسالة ) فيعني بها ما يصل إلي الناس بواسطة الرسل من عقائد وتعاليم وعبادات.
بقي أن نلاحظ أن من٧ ضمن هذه الأسماء التسعة و فروعها إسمان أنثويان هما (رشيدة) و (الرسالة) و هي من الأسماء المعروفة لكنها نادرة.
ونسبة لكثرة الايات التي تشير الي الاسماء المذكورة مما يتعذر تضمينها في هذا المقال ، فقد رايت ان احيل القاريء الي :
(معجم ألفاظ القرآن الكريم) للوقوف علي نصوصها باتباع الطريقة المعتادة في البحث المعجمي. - -نواصل-