الرواية الأولى

نروي لتعرف

حسين خوجلي - يكتب :

ولطهران كلمة – هذا شعب يدخل المنافسة بثلاثِ فرص

حسين خوجلي

طالبيون نعم. نحن من جيل تحرر من المذهبيات والملل والنحل، أتباعٌ من نبع القرآن الصافي وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وعلماء الإسلام عندنا نهرٌ جارٍ نشرب ليل نهار من معينه شراب طاهر من الفقه والاجتهاد.
سيان عندنا مالك والشافعي واحمد ابن حنبل وأبو حنيفة، سواسية عندنا اجتهادات الغزالي وابن رشد وواصل بن عطاء وابن عربي وابنُ العربي ومحمد بن عبد الوهاب ومحمد الغزالي ومحمد باقر الصدر وتسخيري وعلي شريعتي والمودودي وإقبال والترابي والعقاد وأبو زهرة ومحمد عمارة والشهيد البوطي وطه عبد الرحمن.
نحن من قافلة العشاق لهذا البيت النبوي الطاهر المعصوم، أصحاب الدموع الغزار واللوعة المسكوبة عند ضريح المصطفى صلى الله عليه وسلم وضريح الزهراء حافظة العترة الشريفة، وأصحاب الحزن النبيل لدى مقام سيد كربلاء وأمير الشهداء الحسين بن علي.
وعليه نحن في هذه الأيام حزانى وفي ذات الوقت أصحابُ فرحٍ محض، ونحن نراقب هذه الأرض الطيبة في إيران وهذا الشعب الباسل وهو يقاوم في جَلَد وشجاعة صَلَف المشروع الصليبي الصهيوني.

أولا: إن الذي لا تعلمه إسرائيل والذين يقفون من خلفها سراً وجهراً أن إيران الشافعة والثرية بمواردها ورجالها وتاريخها ستنتصر على إسرائيل التي لا تقرأ الجغرافيا ولا التاريخ ولا تعرف أقدار الشعوب، فحالمٌ من يظن أن هذه المقاطعة المصنوعة والمزروعة بالاستعمار الجديد والمتآمرون ضد هذه الأمة الشاهدة سوف تنتصر بشتاتها على هذه الدولة العملاقة العريقة. غدا سوف تنتصر إيران المسلمة الصامدة متجاوزة الصدمة الأولى والحرائق والاغتيالات وعملاء الداخل والخارج من الذين يجهزون بياقاتهم البيضاء بحكم شعب تأبى أبدا على الاستسلام والانكسار، نعم سوف تنتصر طهران على تل أبيب وإن امتدت المعركة وإن طال السفر.

ثانيا: لقد اكتشفت أمريكا صانعة المؤامرة وراعية الأفاعي أن انتصار إسرائيل على إيران العراقة والبسالة مستحيل، ولذلك فهي تستعمل أسلحة الترغيب والترهيب لجر إيران إلى طاولة المفاوضات الزائفة بعد أن أغرتها إسرائيل بأنها بضربة واحدة سوف تقود هذا الشعب الجريح استسلاما وهرولةً إلى طاولة ومذلة التسليم، ولكن هيهات هيهات فإن إيران الغرباء الذين بشر بهم المصطفى قومٌ يأتون في آخر الزمان لا يجدون على الخير أعوانا. هؤلاء الليوث لم يأتون إلى اتفاق إلا وهم شامخو الرؤوس وفي أعينهم بريق التحدي وفي جباههم زهو المسلم المتواضع بالصبر واليقين.

ثالثا: إن الذي لا تعرفه أمريكا وصويحباتها من عواصم الأطلنطي أن هذا الشعب الذكي اللماح الحاذق والمتوكل والرابض لا تضيره أن تهزمه الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة غاشمة مادية معاصرة، فهي إن دخلت الحرب لمساندة المجرم نتنياهو سوف تنال قلادة الحقارة والانتهازية واقتفاء أثر الشر والشيطان، وسوف تسقط سقوطا مذلا في أعين العالم وعواصمه وشعوبه، سقوطا يتراء حتى في عيون الأطفال والقادمين في الأرحام.
إن الشعب الإيراني المقدام والشاهد والمستشهد الذي يؤمن أن الحياة بعد مقتل الحسين بحبوحةً وترف، إنه شعب يعشق الموت في سبيل الله مثل ما يحب الحياة في سبيل الله، وإنه أول شعب في التاريخ يكسب بالانتصار وبالتفاوض وبالهزيمة.

ويالِ البشرى فمازال مسجد منشأة فوردو للتخصيب يفترع في ركعة الفجر الأولى بالآيات الشريفة للصبر والرباط قال تعالى ( إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ (140)وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (141) أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ (142) وَلَقَدۡ كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ ٱلۡمَوۡتَ مِن قَبۡلِ أَن تَلۡقَوۡهُ فَقَدۡ رَأَيۡتُمُوهُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ (143)

اترك رد

error: Content is protected !!