صلاح غريبة
ورحل الرجل الذي أحببت…! كنت دائما اصفه برئيس الجالية السودانية بمصر، واللحظات القلائل التي أثرت أن أصفه بالحاج كانت اللحظات التي لها علاقة بالموت، وخاصة عند تواصلي مع محمد العريفي صاحب مؤسسة العريفي لستر ودفن جثامين السودانيين، واشير عندها باني تبع الحاج حسين، والان وكل تعريفات حديثي عن دكتور حسين بأنه الحاج حسين.
أثرت في فترات حياته الأخيرة تجنب مشاهدته، رغم أن هذا الأمر حز في نفسي كثيرا، واعتبره البعض تجاهلا مستغربا، ولكني كنت أضع اجتهادا نفسيا، حتى احفظ الصورة الوردية الزاهية عن المرحوم باذن الله تعالى دكتور حسين، وعن صحبتنا ورفقتنا ردحا من الزمن، منذ عودتي من الرياض عام 2012 ولم تشهد الأيام اي افتراق بيننا، وبل أن أحد مسؤولي سفارتنا في القاهرة في وقت ما، وعندما طلب التواصل معي، ذكر له البعض بأن صلاح مفتاحه مع دكتور حسبن، وان معالجة اللبس في الأمر سيتم معالجته بواسطة دكتور، وقد كان.
وانا ذاهب للعزاء في بيت السودان، اغرورقت عيناي بالدموع وأنا اتذكر ذات المشهد، عند الرغبة في ذهبنا سويا لاحدى المناسبات ما اكثرها، كان يطلب مني الانتظار والالتقاء معه عند موقف العربة الأولى لمترو الدقى، لنذهب سويا لمشوارنا، ولهذا كانت كل مشاورينا مشتركة ، وكان قليل التواصل عبر المحمول.
دكتور حسين محمد عثمان حماد رئيس المجلس الأعلى للجالية ورئيس الجالية السودانية بمصر بتوافق الجميع والاب الروحي لكل السودانيين بمصر باختلاف سحناتهم وقومياتهم ومعتقداتهم، والاب الحاني لأصحاب الاحتياجات والحاجات الشخصية والعائلية الخاصة، تعريف سندركه لاحقا، عند مرورنا بتجارب الحياة ومستقبل الأيام، ستفقد دكتور حسين نتذكره ونتذكر قوميته ووطنيته وأدواره البطولية ورغباته في توحيد الجميع تحت مظلة واحدة.
كانت شقته في منطقة الجيزة حي البحوث بجانب سكنه السابق، مركزا ودارا للجميع، وبخاصة غداء يوم الجمعة وعلى مدار العام، يجتمع فيه خليط من تنفيذيين وأشخاص عاديين وزوار القاهرة وأسماء نافذة رنانة، قلما تجد الفرصة لمقابلتهم في السودان أو حتى في مقر إقامتهم بالقاهرة.
فقدت صديقا عزيزا ورفيقا مجتمعيا، أحببني في القاهرة وعوالمها ومجتمعاتها، وخاصة وان زوجته السيدة الفضلى دكتورة ست البنات، جمعني معها عملا إعلاميا شهد له الجميع بالتفوق والتفرد، وربما يكون هو الرافد الحالي لكل من واصل المشوار في ذات الصباغ الاعلامي، وأشيد بها ايضا، وبأنها كانت سببا في تواصلي المجتمعي في مصر مجتمعيا وإعلاميا.
ليرحمك الله حاج حسين، فتاريخك حافل بالعطاء والبذل، وبصماتك واضحة في مسيرة الجالية ومواطنيه وحتى جيل الهوية وأجيال أحفاد مؤسسي المكون المجتمعي السوداني الأصيل في مصر من مجاهدي الهجانة وحرس الحدود وخدمة الذات الملكية المصرية وطلاب الأزهر و كل من طاب له المقام بمصر بجانب أفراد القبائل الحدودية المشتركة، وكل الجاليات السودانية بمدن مصر المختلفة.
انا لله وانا اليه راجعون ، رحم الله الدكتور حسين ،ربنا يجعل البركه في ذريته ، وخالص التعازي لابناءه وللسودان عموما
احمد محي الدين تيتاوي