بإمكاننا أن نقول ذلك ، حكومة ذات قرار وحيثيات ، نتفق معها أو نختلف ، لكنها اجندة مبذولة للرأى العام الداخلي والخارجي ، وقرار مبني على آراء واستطلاع راى وتشاور..
ونرجو أن يشاركنا الفريق اول عبدالفتاح البرهان ذات الإحساس لتفويض الحكومة القيام بمهامها وحمل الأثقال عنه للتفرغ لمهمته الوطنية الكبري ، فإن لم يتمكن من تشكيل حكومة كفاءات فإن حكومة الأمر الواقع يمكن أن تسد ثغرة..
ومهما يكن من ملاحظات على الحكومة الحالية ، فإن فرص قراءتها الواقع أفضل كثيرا من المؤسسات العسكرية والامنية ، لإن لدى الحكومة خيارات تشاور اوسع ومساحة تبادل آراء أكبر وتجارب اكثر وتكنوقراط وتقارير متعددة ووسائل تبادل معلومات ، فمن الأوفق ترك الشأن الحكومي بكلياته لهم ، وسيكون الرأى العام رقيبا ومساندا..
لقد تم ادارة قضية التفاوض بهذه بوضوح ومهنية ، وببصيرة دون تشنج أو تعجل ، ورغم محاولات البعض لانتقاد موقف المفاوضين إلا أن مجرد وجود منبر لا يعني وجود السلام ، ولو كان الأمر كذلك لتحقق من إتفاق جدة ، ولكن ما تبحث عنه الحكومة هو (وجود إرادة للسلام)..
موافقة الحكومة للاجتماع مع الامريكيين فى جدة خلال يومى (9-10 اغسطس) أثبتت نقطتين :
- إنها راغبة فى السلام وباحثة عنه وترحب بالتفاوض أينما كان فى بورتسودان أو جدة أو جنيف.
- ولكنها لن تفرط فى حق السودانيين ولن تكون مطية لمخططات واجندة وضغوط دولية ومصالح مريبة ، ولن تجعل من سيادة البلاد واستقلال قرارها السياسي مدخلا للمناورات والمكائد..
ستكون هذه معركة قاسية ، وبذات ضراوة الميدان ومليئة بالدسائس والمؤامرات ، وعلي الحكومة ادارتها من خلال تحييد المواقف الدولية والاقليمية ، والانفتاح على الشعب السوداني وتوسيع مشاركته فى القرار وفى مسرح الأحداث..