أسامه عبد الماجد
رغم مرور عشرة ايام على قرار الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش القاضي بتعيين وزير الخارجية الجزائري السابق نائب رئيس الوزراء رمطان لعمامرة (رمضان)، مبعوثا شخصيا له للسودان.. لم تصدر الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية تعليقا على القرار.. والذي لا علاقة له باعلان الخرطوم عدم رغبتها في وجود بعثة (يونيتامس) بالبلاد.. حتى لا يروج المتباكين على فولكر ويضللوا عامة الناس ان لعمامرة بديلا له.
¤ ويبدو ان الامم المتحدة قررت فتح صفحة جديدة مع السودان.. وتفهمت هذة المرة موقفه واستصحبت معها المزاج السوداني.. الذي يقلقه تسمية مبعوثين غربيين.. ولعمامرة شخصية عربية تتمتع بثقل دولي واقليمي كبيرين ومن بلد يكن كل التقدير والمحبة للسودان ولا يحمل اي اجندة خفية او مشبوهة تجاهنا.
¤ رمطان دبلوماسي مخضرم.. على دراية تامة بالاوضاع في السودان وزار الخرطوم في 2021 والتقى الوزيرة حينها مريم الصادق عارضا الوساطة بشان سد النهضة.. كما المؤكد تلقى تنويرا من قبل بعثة السودان في الجزائر التي تقوم بعمل كبير ومميز.. نالت بموجبة اشادة مستحقة رسمية من مجلس السيادة.. وابدى الرئيس البرهان رضاه على ادائها لدى مشاركته في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر العام الماضي.. كما ان رمطان عمل بمجموعة الأزمات الدولية ذات الاهتمام العالي بالشان السوداني.
¤ ان تعيينه يبعث بقدر من التفاؤل.. لتمتعه بخبرة كبيرة وشغلة مناصب إقليمية ودولية رفيعة.. و لثقلة الدبلوماسي في القارة السمراء ودرايته الواسعة بتعقيداتها.. وقد عمل سفيراً لبلاده لدى إثيوبيا وجيبوتي، ومندوبها لدى منظمة الوحدة الأفريقية.. ومندوبا خاصاً للامم المتحدة إلى ليبريا، وكان رئيساً لمفوضية السلم والأمن للاتحاد الأفريقي حتى 2013.
¤ والرجل فأل خير.. وقد طوى صفحة الخلاف بين الفرقاء في كلا من مالي ومدغشقر.. رجل بهذة الخبرة والتفهم للتعقيدات الافريقية هذا يعني امتلاكه رؤية واسعة بقضايا افريقيا.. وانه من الممكن ان يسهم في حل المعضلة السودانية.. ولبلاده سابق تجربه بالسودان حيث كان الدبلوماسي الجزائرى محمد سحنون مبعوثا امميا بالخرطوم ابان اتفاقية نيفاشا.
¤ قوة شخصية لعمامرة ليست محل خلاف.. قبل عشرة سنوات حصد الاعجاب داخل الجزاىر وخارجها.. عندما ارغم الرئيس الفرنسي وقتها فرنسوا اولاند بالاعتذار للجزائريين.. وكان فرنسوا قال مازحا إن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس عاد من الجزائر سالما ثم أضاف (وهذا بحد ذاته إنجاز).. مما اثار غضب الجزائر وتصدى له لعمامرة وبقوة دون الرجوع للرئيس بوتفليقة.. واجبره على الاعتذار رسميا.
¤ على الحكومة ان تنتهز فرصة تعيين شخصية مثل لعمامرة للملف السوداني بالشروع في الترتيب للتنسيق معه بشكل جيد وتسهيل مهمته.. وذلك بتفعيل عمل اللجنة الرئاسية التي يقودها عضو السيادي ابراهيم جابر والمعنية بالتواصل مع الامم المتحدة.. وعدم ترك الامر لوزير الخارجية على الصادق الذي (غطس حجر) الوزارة.. كما يجب علينا دعم الجزائر وهي تتأهب لنيل بطاقة عضوية مجلس الأمن غير الدائمة مطلع العام المقبل.. ومعروف عنها مواقفها الداعمة وبقوة للسودان في المحافل الاقليمية والدولية.
¤ ومهما يكن من أمر .. نامل ان تمضي الامور بشكل سلس مع لعمامرة بعيدا عن الشد والجذب.. والتدخلات الخارجية التي ترفضها بلاده.. بلد المليون شهيد.