مكي المغربي
نحن في السودان أفضل من نهزم نجاحاتنا، ونربك حساباتنا، ونطلق النار على أقدامنا.
رجل مثل الدكتور الفاتح عوض مدير الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة يقف في عين العاصفة ويصر هو وطاقم عمله على اقامة الدورة التاسعة والثلاثون لمعرض الخرطوم الدولي في العام 2022 والظروف المحيطة كلها صعبة.
كان الرجل يقول ان اقامة المعرض من بدايته لنهايته في 2022 ستكون سببا لنجاح الدورة الاربعين في يناير 2023.
وقد كان!
الجزائر ومصر والمانيا دخلوا بالوزن الثقيل، الجزائر وحدها دخلت بأربعين شركة، وايضا ايطاليا واندونسيا، هذا غير الشركات السعودية والاماراتية والاوربية.
الهند دخلت منها شركة غيوم لمعاصر الزيوت والقائمة تطول.
الندوات، الملتقيات، الفعاليات الثقافية.
البيع للجمهور والأسعار المخفضة.
وكأي من حدث كبير يمتد في مساحة بحجم دولة الفاتيكان ومنطقة مجاورة للمظاهرات لا بد أن تكون الاجراءات الاحترازية في الدخول موجودة، ورغم هذا كان الدخول سلسا ولم تحدث شكوى.
وأنا في المعرض تمر مجموعة زائرة من احدى الولايات تطوف على الصالات بالدلوكة الساخنة وينثرون العطور.
وفي قمة هذا الفرح الاسطوري والنجاح في التنظيم، تمر علي كتابة على شاكلة “معرض الخرطوم الفوضى تمشي على قدمين”.
اتلفت يمينا ويسارا وأرى الفرحة تمشي على قدمين، والاطفال والالوان والبالونات ورؤوس الاموال الأجنبية والمحلية.
أين راى الكاتب الفوضى؟ من هو؟ قرأت إسما لا اعرفه البتة رغم أنني في هذا المجال 25 سنة.
ربما أكون جاهلا أو غائبا فلم اعرفه، لكنني بعد القراءة مرة أخرى أجد مغالطات لا علاقة لها بالواقع البتة.
الوزير جبريل ابراهيم طاف في لحظات الاعداد قبل يوم، ودخل في تفاصيل السؤال حول التجهيزات وانواع المواد، ثم حضر حفل الافتتاح، ورغم ذلك تجد في المقال عبارة مجافية للواقع تماما على شاكلة “مغاضبا”!
ماذا كان يجب على الوزير ان يفعل؟ يصعد مئذنة المسجد في المعرض ويؤذن؟ ام يدخل الاذاعة الداخلية ويغني؟
في الوقت الذي يبذل فيه المعرض وقادته مجهودا جبارا للنجاح في ظل تربص دولي ومحلي وفي احشاء الدولة ومؤسساتها، يأتي حديثا ركيكا لنشر الجرعات السلبية.
هل النقد عيب؟ أبدا، النقد مطلوب، أنا شخصيا اعتقد ان المعرض مقصر والدولة ذاتها مقصرة في أنها لم تقدم الدعوة لعدد من اصدقاء السودان في مجالات الاعلام والثقافة بالذات في الدول الغربية التي يتوهم فيها البعض ان السودان دولة فاشلة.
هنالك رسالة دولية للمعرض، لا بد من وصولوها للعالم وهي أن السودان مستقر.
البرهان وصحبه في القصر ربما مشغولين بالاطاري والمبادرة المصرية وحاليا الاثيوبية، وقبلها الرباعية والالية الثلاثية.
كل هذه الوفود لن تكتب حرفاً واحدا في صحيفة خارجية ان السودان مستقر.
ازاء هذا الحدث الناجح، الدولة كلها مقصرة رغم اننا نبهنا كثيرا، أن الاعلام المحلي احيانا بكون مثل الغناء في الحمام يطرب من يغنيه فقط.
مطلوب نقل الصورة الصحيحة للعالم، هذا ما نتجهد فيه وسعنا، ونتمنى من الدولة الإنتباه لما يقوم به المعرض وما يقوم به المخلصون من أبناء البلد.
شكرا .. وفد كردفان على الدلوكة الحارة .. هي الرد العملي على مزاعم الفوضى.
الفيديو مرفق