
بعيدا عن المزايدات حول علاقة السودان بمصر الشقيقة – خاصة في ظروف المحن والصعاب – احكي لكم مايثبت ان الذي يجمعنا مع اهل الكنانة اكبر بكثير مما يتخيل الناس.. اشجي من بكاء التجاني علي بعده القسري عنها ،واوفر مما يكنه العباسي لها من معزة وإجلال واحرًمن اشواق البرعي لترابها المعطر بذكر الله ، وابلغ مما قاله تاج السر الحسن في رياضها الوريقة ونبعها العذب.. و..و..و ماشئت من بيان ، بلا حد وبلا حيث وبلا زمان.
احكي لكم فقط عن (مدينة بحري ) وعن علاقة اسمها بالديار المصرية وعن المدلول الوجداني للاسم في جوانح السودانيين ولا ازيد.
المصريون يسمون الشمال : (الوجه البحري ) وعندما استقرجنود الجيش المصري بالسودان اوائل القرن الماضي في الجهة المقابلة للخرطوم من الناحية الشمالية ، اطلقوا علي هذا المكان : (الخرطوم بحري) وهو نفس المعني الذي اطلقه الانجليزعليه فقالوا :
Khartoum North))
اي ( الخرطوم شمال).
وبما ان السودانيين يستخدمون كلمتي : (شرق)
و ( غرب) لتسمية القري الواقعة علي شاطئي النيل وروافده ، فقد كان من المنطقي ان يسمي هذا
المكان ( الخرطوم شرق)
اسوة ب :” سوبا شرق” و ( الجريف شرق)وغيرها من بعض قري شرق النيل الازرق ، غير انهم تقبلوا اسم (بحري) عن رضا وطيب خاطر وجعلوه جزءََ من مكوًنهم الاجتماعي ، علما بأن موقع الخرطوم بحري الحالي كان يطلق عليه ( الحلفاية( الحاقا لها بحاضرة العبدلاب الشهيرة.
ثم اخذ المكان يعمر قليلا قليلا وهو يحمل اسم :(بحري) إلي يومنا هذا. لا تسالني كيف سار هذا الاسم علي المدينة بهذه السلاسة؟ اقول لك انها سلاسة النيل وبركة التبادل الطوعي للكلام المباح .فاذا كنت انت (الزول) الذي يتردد صداه اليوم في كل انحاء القاهرة ، فما الغرابة ان تكون (بحري) هي بنت امنا التي خلدتها المدحة الشهيرة ؟
حقا ان بحري مولود شرعي ل: (امنا المؤمنة).