من زاويةٍ أخري / محمد الحاج

ماذا لو لم يكن لدينا جيش؟


ماذا لو لم يكن لدينا جيش؟ هذأ السؤال الذي يُفترض أن تتم الاجابة عليه من قِبل كل مواطن سوداني شريف و بصورة واضحة و شفافة حتي لا تحدث المزايدات و المتطاولات و الولوغ و التشكيك في القيادة الحالية و التي قامت بدورها كاملاً بتغطية جميع الجوانب التي من شأنها استعادة هيبة الدولة و الأمن و الأمان لشعبها بإخراج السودان من فك المخطط الاستعماري و الذي تجرع منه الشعب السودان كأس الحنظل جراء الانتهاكات التي ارتكبت في حقه من قبل مليشيات الجنجويد الارهابية المدعومة داخلياً و خارجيا. ماذا لو لم يتصدى لها الجيش!؟

شهدت الساحة السياسية السودانية حراكاً و صخباً نتيجة للتصريحات التي أدلّ رئيس مجلس السيادة عن اعتزامه تنفيذ قيام المشروع الوطني ابتداء تشكيل حكومة مدنية مستقلة من تكنوقراط مع الاشارة إلى استقلال مشاركة المستنفرين من سلة من أجل تحقيق مكاسب و رصيد سياسي و دعونا حتي لا نخرج عن السياق ان نتحدث بصورة توضح لكل الذين في نفسهم مرض أعني بمرض هنا دائماً الولوج الي السلطة وهذا مصاب أدي إلى خلل بالغ في جسد الأمة السودانية منذ بداية صناعة الدولة السودانية بشكلها الحالي. فلذلك لابد من الاستفادة من جميع الدروس والعبر السابقة لولادة سودان حديث يقوم علي التعايش السلمي ما بين جميع مكوناته. الدولة التي يُعلى فيها الوطن والمواطن السوداني و لا يُعلى عليه. دولة ذات سيادة تتساوي فيها الحقوق و الواجبات، فالوطن للجميع و القانون هو الاساس من أجل الوصول للحقوق كما اكد رئيس مجلس السيادة في خطابه الذي نوّر به الشعب السوداني و فتح الباب أمام الجميع للمشاركة في صناعة الدولة السودانية الحديثة من خلال بداية جديدة تضمن للجميع التساوي في الفرص.

الساعات الباكرة من سبت ١٥ أبريل ٢٠٢٣م هي الشاهد علي صمود هذا الجيش و قادته وظباطه و جنده أمام اكبر هجوم شُن عليه داخل سكناته. فلم يشهد السودان طيلة تاريخه مثيل لهذا الحدث حيث تقوم قوة تخضع لإمرة القوات المسلحة بشن هجوم قتالي مباشر من المسافة صفر علي قادة الجيش داخل سكناتهم و الهجوم المباشر علي كل احصانه فهذا عمل منظم بساعة صفر دقيقة تم تنفيذه ولكن سرعان ما تم تبديده بمهنية هذا الجيش و قادته وتم تسطير ثبات تاريخي لجنده الذين أداروا معارك أشبه بأن تكون ضرب من الخيال. هذه المعارك أثبتت سرعة إستجابة الجيش لأي تهديدات، حيث تمكن لوحده من امتصاص الصدمة الأولي بالرغم من محدودية امكانياته آنذاك بمهنية عالية بتضحيات من جنده البواسل الذين تمكنوا من صد هجمات العدوان الغاشم من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة من داخل حصونهم كالقيادة العامة و كل المناطق العسكرية الأخرى.

لا نريد الإسهاب في وصف قدرات هذا الجيش و لكن توضيح الحقائق بصورة جلية واجب علينا.
ولكي نكون عادلين فقد خاض هذا الجيش معارك شرسة ضد مليشيا الدعم السريع الارهابية دونما أن يجد دعما من قبل أطراف عملية السلام من حركات مسلحة او حتي الحاضنة الطبيعية من الشعب وصمد لما يزيد عن الثلاثه أشهر مع النقص الذي كان تعانيه قواته في العاصمة المثلثة وظل يقاتل بثبات و يدافع عن الشعب حتي تكشّفت الحقائق أمام ناظرة الشعب السوداني في كل بقاع السودان بأن ما تقوم به هذه المليشيا هو عدوان علي الشعب السوداني برمته وليس كما رُوج له في ساحات الميديا من حرب بين جنرالين او ضد دولة ٥٦ فبدأت تتعالي الاصوات بدعم الجيش فتحرك الشعب و خرجت الحركات المسلحة من حيادها لقتال هؤلاء المرتزقه الارهابين في شتي بقاع السودان مما أدي إلى قيام مقاومة شعبية لدعم الجيش من ابناء رحم الشعب السوداني الغيورون علي أعراض السودانيين في كل بقاعه و ليس من أصلاب المؤتمر الوطني او الحركة الاسلامية او اي جهة اخري. ولهذا يحترم هذا الشعب مقاومته الشعبية التي جسّدت معاني كثيرة أهمها وحدة هذا الشعب ضد عنفوان الأنظمة الدولية و كل الذين يسعون إلى تفتيت هذا الوطن العملاق من داخله من مرتزقة و مليشيات جنويدية ارهابية و عميلة.

أما الحقيقة الواقعية الأخري وهي التي شهدتها أشهد عليها لقادة الجيش والذين كانوا خط الدفاع الأول لعدم سقوط الدولة السودانية بترتيب صفوفهم و بناء خططهم بحنكتهم العسكرية. هؤلاء القادة يجب الإشادة بما نجحوا في تقديمه الذى نتلمس نتاجه الآن على أرض الواقع.

إن جميع الاختراقات التي حدثت للأمن القومي السوداني كانت نتاج لضعف الدولة في اتخاذ قوانين رادعة و عادله في التعامل مع اي محاولة للتطاول علي سيادة و أمن الدولة مما ادي الي أتاح الفرصة لنشوب صراعات داخلية متعددة المستويات ثم خلق خلل في نظام و عملية إدارة الدولة بدعوى الحريات و التي تم استخدامها بمفاهيم خاطئة لا تمد للأنظمة الديمقراطية بصلة. وهذا خلل مفاهيمي كبير وجب علي الدولة أن تعمل علي تغيره في الواقع السوداني لكي تسود دولة القانون و العدالة و يأخذ كل ذي حق حقه.

القاهرة
١١ فبراير ٢٠٢٥

35 تعليق

اترك رد

error: Content is protected !!