الرأي

لقاء البرهان بالاعلاميين :القول الصريح ومعاناة من ينقلون معاناة الآخرين ..

بقلم : مرتضي شطة

إن كان ثمة حصيلة كبيرة يخرج بها الرأي العام من لقاء صحفي مرضية فهي تلك التي خرج بها الجمع الغفير من الصحفيين السودانيين الذين اجتمعوا بمبادرة ودعوة من الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الذي يترأسه الصادق الرزيقي الذي عاد إلى البلاد بعد اندلاع الحرب بعد أن كان ملاحقا منذ الفترة الانتقالية من قبل لجنة التمكين بتهمة الاعتراض على قراراتها بشأن الاتحاد وللموضوع حواش سيأتي الوقت لذكرها.

إجتمعت في اللقاء قضايا الوطن ومصاعب المهنة مع المعاناة التي تعرض لها الصحفيون خلال فترة الحرب من تشريد واختطاف وقتل وتهديد ما جعل الاتحاد العام للصحفيين السودانيين يسعى إلى ابتكار آليات وابتدار مشاريع للحد من تلك الآثار بالاعلان عن إنشاء صندوق لدعم الصحفيين أو تبني قضاياهم المهنية والاجتماعية والعمل على إيجاد الحلول لتدهور أحوال المهنة الذي انعكس على أوضاع ممتهنيها خاصة بعد الاستهداف الممنهج الذي تعرضت له معظم المؤسسات الإعلامية المتمركزة في العاصمة الخرطوم منذ اليوم الأول للتمرد لإسكات صوتها والاكتفاء بالصوت الأوحد المخطط له من قبل التمرد وحاضنته ليكون هو الملون للحقيقة لتشكل ذهنية الجمهور والرأي العام دون منافس أو مصحح.

ربما تنوعت الأفكار حول مداخلات اللقاء وتكرر بعضها تأكيداً لكنه بقدر ما كان مهموما بقضايا الحرب ومآلاتها وصيرورة الوطن ؛كان معنيا بأوضاع الصحفيين واستمرارية المهنة لتقوم الصحافة ووسائل الإعلام بدورها الذي لا مناص من القيام به في هذه المعركة التاريخية. فالحقيقة وفضح انتهاكات المليشيا وزيف خطابها وتزيينها لقبيح فعالها ومحاولة تجميل سوءاتها جبهات لا يقاتل فيها سوى الإعلام ؛ولاستمرارية قتال أهل القلم والعدسة والميكرفون في أتون المعارك لابد من تأمين آليات القتال المناسبة مثلما تحتاج معارك الالتحام إلى المؤن والذخائر والعتاد .لذا فإن إسناد وخدمة قضايا الوسط الإعلامي الوطني المدافع عن سيادة السودان واستقلال قراره والمساند للقوات المسلحة جزء من إسناد المجهود الحربي .

حاشية :

لقد جاء تعامل فخامة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مع الوسط الصحفي في لقاء الاتحاد العام للصحفيين السودانيين معبراً عن التقدير والاحترام الكبيرين لهذه الشريحة والجسم الذي يضمها والدور الذي تؤديه في حين توالي أجسام صحفية أخرى غير شرعية (بوكو ) التمرد وحاضنته السياسية؛ حيث خصها بمواقف واضحة لم يكن يفصح عنها في اللقاءات الأخرى في المناسبات العامة والحوارات الصحفية ؛كما أن الذين عبروا عن الأحوال التي آلت إليها أوضاع المؤسسات الصحفية والصحفيين رسموا صورة المعاناة التي يتكبدها السواد الأعظم من الشعب نزوحا ولجوءا وتشريدا وتعديا وأشكالا متفرقة من المشاق والكبد .ولئن كان دور الصحفي هو نقل معاناة الآخرين من خلال القلم والصورة فإن العدسة التي خدشتها المعاناة لابد وأن تنعكس خدوشها هذه على الصورة جروحا .

اترك رد

error: Content is protected !!