لا هو بالحالة العارضة ولا الموقف الهتافي : بيان مصر بنيانٌ يرسخه السياق

• والرئيس السيسي يفتتحه ، أرسل المتحف الكبير رسالة للعالم أن مصر ليست بنت اليوم ، وليست حالة حادثة .. بل أنها دولة . وهي دولة يلهم أهرامها العوالم قيمة البناء على راسخٍ لا يطاله الزعزع .
• ومثل ذلك بيان الرئاسة المصرية غداة زيارة الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان ومباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
• ربما تندهش قنوات “العربية” والجزيرة” و”الحدث” ، وغالب “أحداث” تناولوا الأمر فيما استدارت محاجرهم دهشةً ، لخلو اضابيرهم ليس من موضع السودان في العقل المصري وحسب ؛ بل حتى من ضعف دراستهم لسياقات التجارب المصرية مع السودان .
• بل أن بعض الميقنين بأن ذلك هو الموقف المصري الطبيعي صعقتهم تلك الصرامة والصراحة التي لا تخضع لأي شكيمة كانت ، عبر خطوط حمراء حذر بيان الرئاسة من تجاوزها بلسان حال قطعي : “لحدي هنا مافيش هظار”! ..
• وهو طبيعي أن ترتعد فرائص الشتات من قياداته وحتى غرف البث المباشر، وأن يعقد الأمر مسار صمود الجناح السياسي للمليشيا ، ومولودهما غير الشرعي “تأسيس” ، وأن يبعث برسالة لكل ضالع في الأزمة من قوى إقليمية أو وساطة ولسان الحال المصري : “نعم ؛ ندعم الرباعية ودور ترامب على أن السقف هو خطوط مصر الحمراء” .
• أما السياق فهو برسوخ الهرم وبأن مصر دولة لا تداخل مواقفها الهشاشة أو الهتاف أو الاعتباط..
• وهي مصر التي لم تستضف معسكرات لمتمردين سودانيين منذ عهد قرنق وحركته التي أنشأت المعسكرات في كل دول الجوار من أقصى شرق السودان وحتى أقصى غربه عدا مصر .. قرنق نفسه كان يتجول ويفتتح مكاتبه في دول الجوار وفي دول عربية عدا مصر
• وأزل تاريخنا الحديث لم تنطلق رصاصة بندقية واحدة لمتمرد سوداني على الدولة من مصر ، ناهيك أن تنصب السرادق الحمراء لكل معاد للدولة ومؤسساتها.. ألا يكفي هذا السياق ليقرر أن بيان مصر ليس مجرد حالة هياج عارض ؟ ..
• ومصر هي الأخبر بالداخل السوداني مواقفه وحراكه وما يقبل به وما يرفض ، وما يكرس أمنه واستقراره الذي هو من أمن مصر .
•وتلك هي اليوم خطوط مصر الحمراء تغض مضاجع المليشيا وكل من شايعها وليس دونهم سوى بكائيات دريد الكهل ، ونذر بن يعمر الإيادي ، عبر متنفس “الجزيرة” و”العربية” و”الحدث” .. الآن ربما تراجع دهاليز المنابر الثلاثة من مواقفها ومن لغتها ومن التصويب المقيت على المؤسسات الوطنية السودانية ونصب أعينها “خطوط حمراء” تتم مراقبتها بـ”أعينٍ حمراء”! .
• وهي مصر من تتشارك والسودان الشيم والقيم ومفردات الكلام ، وطابع الحياة .
• ونذكر مصر فنذكر شوقي من تغنى بكل العرب ولكل العرب .. زحلة.. دمشق .. عمر المختار .. النيل ، وعندما تغنى شوقي للنيل فقد بز كل من سبق ومن لحق من شعراء السودان
• مصر هي قلعة العلم والعلوم ويكفي الأزهر الشريف الذي بلغ تبجيل أهل السودان له أن أطلقوه اسما على الأبناء، ونموذج ذلك الزعيم العالق في ذاكرة الوطن “اسماعيل الأزهري” .
• ومصر الماضي الراسخ المهيب هي المتحف الكبير بمن حوى وما حوى ، ومصر الحاضر هي أحمد شوقي ، والعقاد ، ومحمود يس ، وطه حسين ، وأم كلثوم ، وعلي الجارم ، وعادل امام ، وزكي حواس ، وحافظ إبراهيم ، وجامعة القاهرة الفرع ، وجامعة القاهرة الام ، والزقازيق ، وعين شمس ، وهي مصر السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان .. وتاج كل ذلك يتناهى عند رئيس مصر عبد الفتاح السيسي …
• وهي الجسارة المصرية من تسمي الأشياء بمسمياتها وتضع “خطوطها الحمراء” عنوة واقتدارا .. هي مصر من تفعل ما تقول .
• والمطلوب آنياً ؛
1 – ترسيخ الشراكة الاستراتيجية المستدامة عبر منح كل الميزات التفضيلية في الاستثمار لمصر .
2 – طرح الفرص الاستثمارية في التعدين والصناعة والزراعة والثروة الحيوانية والبنيات الأساسية أمام المستثمر المصري أولاً وقبلاً .
3 – الربط السككي الأحدث بين البلدين ، وكافة البنى التحتية اللازمة لتيسير حركة النقل .
4 – إنشاء شركات حكومية كبرى بين البلدين في مجالات التعدين والزراعة والصناعات التحويلية .
• وختاماً ؛ مانزال ننادي بأواصر عملية ترسخ كل المشترك ، وتطوع كل المعطيات نحو رباط يتحدى الزمن ، ويمضي بالبلدين قدماً .
• ونردد ما قاله الرئيس السوداني ؛ شكرً مصر .. شكرا الرئيس عبد الفتاح البرهان .. شكراً شعب مصر من أسوان حتى الإسكندرية، ومن الشرقية حتى الواحات .




