الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرواية الأولى / مجدي عبدالعزيز

لا تدعوا الأمل يتلاشى

مجدي عبدالعزيز

▪️في خضم التحديات الجسيمة التي تواجهها السودان، ومع استمرار أزمة الحرب التي ألقت بظلالها الكثيفة على كل مناحي الحياة، جاء تعيين الدكتور كامل إدريس الطيب رئيسًا للوزراء كبارقة أمل في الأفق.

▪️لقد قدم الدكتور إدريس، بُعيد توليه المنصب، رؤية طموحة لمستقبل البلاد، تقوم على تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية، بعيدًا عن المحاصصات السياسية المقيتة. هذه الحكومة، التي أطلق عليها بحق “حكومة الأمل”، كان هدفها الأسمى استكمال الفترة الانتقالية، والنهوض بالبلاد اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا من وحل آثار الحرب المدمرة.


▪️ولكن، وما إن شرع الدكتور كامل إدريس في مساعيه لتشكيل هذه الحكومة الواعدة، حتى بدأت بوادر التناحر والتسابق على المناصب الحكومية تطل برأسها، تحت ذرائع ودعاوى مختلفة.

▪️ولعل أبرز هذه الدعاوى هو الاختلاف في تفسير نصوص اتفاق جوبا للسلام، الذي حدد نسبة 25% من السلطة لأطراف العملية السلمية.

▪️هذا الجدل، في توقيت أحوج ما تكون فيه البلاد إلى الوحدة والالتفاف حول المصلحة الوطنية العليا، ينذر بتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره.


▪️إن السودان اليوم، الذي مازال يواجه عدوان الميليشيات المتمردة المدعومة من الخارج، لا يحتمل المزيد من الانقسامات أو التنازعات على المكاسب السياسية الضيقة.

▪️إن الوطن ينادي أبناءه، والمواطنون يتطلعون إلى قيادة حكيمة تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. في هذا الظرف الدقيق، يصبح نكران الذات وتقديم التنازلات ضرورة وطنية ملحة، لا خيارًا سياسيًا يمكن التراجع عنه.

▪️الواجب على الجميع، ممن يدّعون الحرص على مستقبل السودان، أن يدركوا أن الوقت ليس مناسبًا للتنافس على المناصب أو التفاوض على الحصص. فالشعب السوداني، الذي تحمل ويلات الحرب وعانى من قسوة الظروف المعيشية، قد تفاعل بإيجابية كبيرة مع طرح “حكومة الأمل” التي وعدت بتحقيق الاستقرار والأمن وإعادة الخدمات الأساسية. إن إحباط هذا الأمل، أو إفشال مساعي هذه الحكومة قبل أن ترى النور، سيكون له عواقب وخيمة على ثقة المواطنين، وسيدفع البلاد نحو مزيد من الفوضى والاضطراب.

▪️اضم صوتي الي أصوات المشفقين ، ومشاعري الي مشاعر المواطنين الآملين بالنداء الي جميع الأطراف المعنية بتغليب صوت العقل والحكمة، وتقديم تنازلات حقيقية من أجل الوطن واهله في كافة ربوعه .

▪️إن حلم عودة سودان مستقر وبناء وطن مزدهر يتطلب تضحيات، وأولى هذه التضحيات هي التخلي عن الأنانية وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الفردية أو الفئوية.

▪️لا تدعوا الأمل يتلاشى، فمستقبل السودان مرهون بوحدتكم وتكاتفكم ، فهل سنشهد تحقق هذا الأمل، أم ستنتصر المصالح الضيقة على تطلعات شعب كامل؟؟؟

،، والي الملتقي ..

اترك رد

error: Content is protected !!