بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي ( يأايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم علي الا تعدلوا اعدلو هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) المائدة (٨)
قال بن كثير في تفسيره لهذه الآية :
{ لايحملنكم بغض قوم علي ترك العدل فيهم بل استعملوا العدل في كل أحد صديقا كان أو عدوا } تفسير بن كثير .
الي الدكتور عمر القراي مدير المناهج بوزارة التربية المعزول .
إن مما حملني علي تقديم مقالي هذا بهذه النصوص الدينية هو الرد بنفس ادواتك والا فأنا بعيد من استخدام النصوص المقدسة لتصفية حسابات دافعها ضغائن النفس المظلمة .
واجد لك العذر وانت تستدعي ذاكرتك في المرحلة الثانوية وتشربك بروح الحركة الإسلامية في تطويع النص لخدمة النفس وقتها قبل أن تنتقل الي مدرسة الاستاذ / محمود محمد طه .
هذه الآية الكريمة وتفسيرها تكشف خبث النفوس المريضة لمن ينصبون أنفسهم لتصنيف الآخرين ووصفهم بالخيانة وكل قبيح لا يحملهم الي هذا النصيحة والنقد والتوجيه بقدر ماتحملهم عليه الغيرة والحسد والتي هي من أمراض القلوب .
لقد برزت في مقالك هذا دكتور القراي بروز الثعلب تمشي وتسب الماكرينا لكني لم اجد لك قدما لمجاراة الذين تخونهم فلا انت ممن ضحي ودخل المعتقلات بل ظهرت بعد فض الاعتصام الذي فقد فيه الشعب المئات من أبناءه وكنت قادما من بلاد العم سام ولم تغبر قدما في موكب ولا آنفا من بمبان.
ولو كنت صادقا مع نفسك ومع الشعب لما اتهمت امثال البروف حيدر الصافي وسعادة اللواء فضل الله برمه ناصر الذان سعيا لحقن دماء بناتهم وأبناءهم من الثوار وهمايرجعان بنا في ترفعهم عن المناصب والصغائر الي سيرة الحسن بن علي عندما تخلي عن الخلافة طوعا ليحقن دماء الأمة فقال له أصحابه ياعار المؤمنين فقال العار ولا النار لذلك استحق وتحققت فيه نبوؤة النبي إذ قال ( سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) . الحديث
لقد سعي بروفيسور حيدر الصافي وسعادة اللواء فضل الله برمه ومعهما ,18 حزبا لشر كان متوقعا سعيا ليخرجا من كانوا في المعتقلات سعيا لعودة المدنية فنكص كل من كان معهم وثبت الرجلان ضاربين بكل صراخ بالتخوين عرض الحائط هل تدري لماذا ؟
لان لهما في النضال قدم ثابته وهما يقضيان الشهور في طول وعرض معتقلات النظام البائد والثائر الحقيقي لاتخيفه لغة التخوين لان له في النضال ضد الشمولية والظلامية عرق عظيم .
لقد عف الرجلان البروفيسور حيدر الصافي واللواء برمه عن كل منصب وهما أكفأ من يقدم وظلت عينهما علي وطنهم لم تستميلهم الوزارات وملايين الدولارات .
دكتور
عمر القراي
لو كنت صادقا مع نفسك ومع الشعب لسالت نفسك سؤالا
لماذا لم تثار حفيظتك وانت تجلس علي كرسي الإدارة بوزارة التربية الذي وضع علي جثث الشهداء التي طفح بها نهر النيل وامتلات بها مشارح مستشفيات مدني والتميز وظلت في غياهب الغيب ممن لم يعرف حتي الآن مصيرهم من المفقودين .
لماذا أعنت القاتل وقتها ولم تستقيل وكنت نافذا وبيدك القلم قياسا علي مبدأك في إطلاق التهم ؟!!
لماذا تقلدت منصبك وتمتعت بالحوافز والعربات الفارهة وجثث الشهداء لم تدفن بعد ولم تحدث نفسك أن من أعان ظالما ولو بالصمت عن ظلمه فهو ظالم وخائن وعليه أن يتحلل ؟!
من هو الأحق بوصف الظلم وبيع الدم والخيانة هل هو بروف حيدر الصافي وسعادة اللواء فضل الله برمةناصر الذان سعيا وكانا شجعانا بينما جبن غيرهما ليدرءا فتنة قادمة ام من استوزر وتقلد المناصب وترفه ؟
إن الذين جبنوا كانت اجندتهم من الخبث بمكان وخذلوا الدكتور حمدوك وقدموه كبشا للفداء في ثوب الخيانة ليجلس دهقانهم مكانه فتواضع الرجل وسلم الشعب أمانته واستقال بعد أن ضاق صدره بدسائس من أتوا بك للوزارة مديرا للمناهج بها لتمرير ايدلوجياتهم التي تهتم بصورة الإله العريان بدلا من أن تهتم بحقوق الشهداء وقوت وامن ودواء شعب السودان علي صفحات منهجك الذي لم يراعي لتنوع وقيم ومعتقدات أهل السودان فاثار الحفائظ وفرق ولم يجمع .
دكتور عمر القراي
إن الأباطرة الذين مرروا تسنمك منصبك مديرا للمناهح يرفضون الحوار نهارا ويقدمون في سبيل ذلك أرواح بنات وأبناء السودان قربانا ثم يقدموا القوائم للمناصب ليلا وسرا .
هؤلاء وانت هم من عليهم أن يتوبوا الي الله ويعتذروا لهذا الشعب والأسرة أكثر من ثمانين شهيدا وهم يتنازلون عن لاءاتهم ويركنون الي الحوار لأجل العودة إلي السلطة ليس إلا .
دكتور عمر القراي
إن محاولات تلميع الذات بإطلاق التهم والتخوين لاتجدي نفعا لان مما ورثه الشعب في تراثه مثلا يقول ( من جرب المجرب حارتبوا الندامة ) هل تريد ان تسوق نفسك عبر لجان المقاومة ناسيا أو متناسيا انك كنت تتقاضي راتبك وتركب الفارهة بعد فض الاعتصام وتخون اللذين لم يركبوا ولم يتقاضوا راتبا وانت تبحث عن العودة لهذا المنصب بمحاولة شراء موقف بطولي بعد أن فاتك نضال الرجال اللذين كانت تطاردهم الأجهزة الأمنية وانت مستمتع بخيرات امريكا بعد أن طردك الخليج وانت تعرف السبب فاتقي الله في الناس وتذكر قوله تعالي ( إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ ﴾ [ النور: ١٥ )
وقد هددك الدكتور حمدوك بالإقالة وانت تمارس الكنكشة غداة منهجك الذي لم يراعي للشعب قيما ولامعتقدا ولاعرفا .
فاستقلت ولسان حالك : مكره أخاك لابطل .
وقد وعي الشعب الدرس فهو لم يقدم آبناؤه للموت ضد المتاجرة بالدين ليستبدلها بالمتاجرة باللادين .
وذاكرة الشعب فيها من المتسع مايمكنها من التفريق بين وطني ثائر مترفع عن المناصب وبين متسلق يريد أن يركب .. مدع ..مطية لايدلوجيا لم ترع للشعب عرفا ولاقيما ولا معتقدا
وقد انتهي زمن ركوب الثورات .