كل ما استمع الى تطورات الروبوت والذكاء الاصطناعي اتذكر فلم الخيال العلمي (ترمنايتور) The Terminator والذي تدور احداثه في العام 2029م عن استيلاء الروبوتات على العالم،
في نهاية العام الماضي 2022م تم اطلاق دردشة عبر موقع إلكتروني تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي تسمى ChatGPT، النسخة التجريبية والتي هزت العالم تجاوبك وبكل دقة عن كل ما يخطر ببالك من أسئلة، فالروبوت يحل لك معادلة رياضية ويعطيك كود برمجي قد تحتاجه، وفي نفس الوقت يمكنه الإجابة عن كيفية صنع قنبلة نووية او ربما طريقة كتابة مقال يتحدث عن (الثورة السودانية)، كما له القدرة على تحليل الوضع العسكري بين روسيا واوكرانيا بنفس مقدرته على إعطاء ناتج اضافة مادتين كيميائيتين، فاربوت ChatGPT شاعر ومفكر وعالم نووي ومبرمج حاسوب ومترجم من عدة لغات الى عدة لغات اخرى ومصحح نصوص وخبير في العلاقات الزوجية، يكفي ان تطرح عليه سؤال وتستمتع بالإجابة المذهلة التي يعطيك إياها.
الروبوت حظي بتفاعل مليون شخص حول العالم في أول نسخة من اطلاقه بواسطة الشركة المنتجة له OpenAI، وبالطبع حظي بمتابعة من كل أشرار الكرة الأرضية من أول الإرهابيين ولصوص البرامج وحتى الهاكرز باعتبار كنوز المعلومات التي سوف يوجدها لهم، وفي المقابل حظي بقلقل عظيم من أجهزة الأمن والتي تركت قلقها (المعتاد!!) وانتقلت الى القلق من هذا…!!! فبرغم من تأكيد منتجو الروبوت الوليد على تلقينه بعدم الإجابة عن اي تساؤلات لمستخدمين غير مشروعة، إلا ان الأشرار دوماً لديهم القدرة على الوصول الى إجاباتهم بصورة غير مباشرة، بالتأكيد فإن الروبوت محظور على كثير من الدول التي لاترضى عنها أمريكا.
الروبوت عادة هو اداة برمجية قابلة للتعلم تعمل على مساعدة البشر في الأعمال الروتينية، فعم (عبدالوهاب) الموظف والذي يعمل في مصلحة حكومية (ما) ولديه عمل ثابت يؤديه ولمدة ثلاثين عاماً (فعلياً هو لديه خبرة عام واحد متكررة ثلاثون مرة) يمكن استبداله بروبوت يقوم بنفس المهمة، وبكفاءة عالية. ولذلك يتوقع أن يفقد عدد لايستهان به وظائفهم الروتينية في العقود ولربما السنوات القادمة ليبقى الفيصل في الابداع البشري والذي لن يبلغه الروبوت إلا عبر افلام الخيال العلمي مثل (ترمينيتور).
ملاحظة مهمة، بعد ان أنهيت كتابة هذا المقال عرضته على روبوت ال ChatGPT لتصحيح المعلومات الواردة في متنه (ان كانت غير صائبه)، فهو يؤكد على ان المخاطر المحتملة والقلق بشأنها غير صحيحه، فهو لايقدم معلومات للاشرار ليستفادوا منها، لابد انه (غشيم!!!)