(1)
احتكرت الأحزاب الاوزونية البرجوازية الأربعة كل مغانم السلطة، وركلت كل مهام الثورة،وقضايا البناء الوطني الديمقراطي، ونبذت قضايا الثوار، بل لم يشرعوا حتى في بناء أحزابهم واستقطاب الأجيال الشبابية الجديدة، وتجديد القيادات، لأن مفهوم الحزب عند العقلية الاوزونية شأن أسرى محض من أجل الوصول للسلطة، والترفه وتقاسم المغانم، ولا تنفتح هذه الأحزاب المغلقة الا لاستقطاب من يقول نعم!! لذلك أصيبت بالتكلس والتقادم، والأحزاب الديمقراطية المواكبة جيلا بعد جيل، والمرتكزة على النظام والمؤسسية المدخل الاستراتيجي للديمقراطية المستدامة وقوامة المجتمعات في الحكم وصناعة النهضة الشاملة.
(2)
عودا على بدء لما نادى حلفاء وشركاء الأحزاب الاوزونية الأربعة في الحكم بضرورة الالتزام الأخلاقي بنصوص وروح الوثيقة الدستورية وتوسيع قاعدة المشاركة، وإكمال هياكل مؤسسات السلطة الانتقالية وتكوين حكومة كفاءات وطنية مستقلة تقف على مسافة واحدة من الجميع، والشروع في الإعداد والاستعداد للانتخابات ولأن كل هذه العمليات داعمة لشعارات الثورة، حرية، سلام وعدالة، والتحول الديمقراطي المستدام.
ولأن الأحزاب الاوزونية الأربعة فشلت في إقناع المكون العسكري بتمديد الفترة الانتقالية خمسة عشر عاما لأنهم يدركون وزنهم الجماهيري، ويدركون أن معادلة الانتخابات تعني فاعلية المؤسسات الدستورية التنفيذية والتشريعية والعدلية، ويدركون أن الانتخابات تعني التفتيت القانوني للسلطة بين جميع المكونات السياسية الوطنية وبالتالي إنهاء حالة احتكارهم الماثل لغنيمة السلطة، وبدلا من انفتاح الأحزاب الاوزونية الأربعة بحكمة ونضج مع مبادرة إصلاح قوى الحرية والتغيير طفقوا في استدرار وتأجيج عواطف الثوار بذات قيم وشعارات الثورة التي تحرروا منها عروة بعد عروة فكانوا مثل بخلاء الجاحظ اوقدوا النار ووضعوا عليها القدر، وجاءوا جميعا بلحمهم لانضاجه، ولكن امسك كل واحد منهم قطعة لحمه وربطها في سنارة، وانتظر الآخرين. قدرهم واحد وقلوبهم شتى فبئس ما كانوا يفعلون.
(3).
في اعتقادي سيكون اليوم 21 إكتوبر 2021 يوم الوعي والاستنارة لصناع الثورة الحقيقيين وهم الجماهير، ويوم فضح زيف وتدليس قيادات الأحزاب الاوزونية أمام الثوار، وأمام قواعدهم المجتمعية، وأمام التاريخ ولن يكون يوما للتبعية العمياء ومنح صكوك احتكار السلطة كما تشتهي قيادات الأحزاب الاوزونية.
(4)
ان غاية الجماهير المحتشدة في شارع القصر، والجماهير التي ستحتشد اليوم أمام البرلمان غاية مشتركة هي إصلاح قوى الحرية والتغيير والاستقامة الثورية، وتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم، وإنجاز مهام التحول الديمقراطي المستدام، وإنهاء احتكار واختطاف الأحزاب الأربعة لمؤسسات الحكم الانتقالي، وابتعاث حالة الوعي الثوري وسط الجماهير لصيانة وحماية الثورة حتى تستوي سيقان مطلوباتها، ولا خيار أمام الأحزاب الاوزونية الأربعة سوى التماهي مع متطلبات الإصلاح والتغيير وانهاء الاحتكار أو سيتم إنهاء احتكارهم للسلطة الانتقالية عبر إرادة الجماهير صانعة الثورة.