✍️ كرار التهامي
???? تمرُ اللحظة الفاصلة بين عامين من حياتك مرور الكرام وتتحول إلى مجرد وهلة عابرة تنطفيء فيها الانوار، لتهل انوارٌ جديدة فتفرح انت للبريق الذي ائتلق ولا تأبه للبريق الذي احترق،،،، مشهد للخداع القدري فالضوء الذي تراه مع شفق العام الجديد هو التماع عامك الذي سلف
قدرًْ بأن نمضي مع الأيام أغرابا نطارد حلمنا.. ويضيع منا العمر يا عمري.. ونحن على سفر،،،،
????حينها تعتقد ان عمرك يزيد وهو في الحقيقة ينقص ! وتحتفل بعام جديد ولاتحزن على العام الذي انقضى
???? يسرقك الوقت تمر احداث وبعد سنوات طويلة تظل في مخيلتك كأنها حدثت بالأمس فكيف مرت بهذه العجالة ،،،
،،كثير من الذين بلغوا اعمارا متاخرة في الخمسين والستين عاشوا باحساس انهم لازالوا في شبابهم وميعة صباهم حتىً رأوا انفسهم في مرآة من هم اصغر سناً منهم وقد اعتلى راسهم الشيب ووهن منهم العظم واشتكوا من علل الشيخوخة فعرفوا انهم بالاحرى ينحدرون من الجبل الى اسفل الوادي وان الايام تنزلق نحو النهاية
????ويمضي عامك الذي انصرم كالسنوات التي سبقته وتنثلم قماشة العمر وينفتق بعض نسيجها،، وانت متهللا بفكرة العام الجديد رغم انها لحظة يفقد فيها جدار الزمن لبنة من لبناته وينهدم بنيانه رويدا رويدا وتقترب فيها من الاجل وتكر مسبحة العمر التي توشك على الانفراط ويتحول رصيد عمرك الى كفة الموت الراجحة ويميل الميزان ناحية الرحيل
ماذا انت فاعل ؟صرخة وجودية
لو كنت تجاوزت الاربعين او طرقت باب ما بعد الاربعين فان ماتبقى لك من زمن في هذا الوجود اقل مما مضى بمتوسط الاعمار ، جاء في الحديث المختلف عليه ” اعمار امتي بين الستين والسبعين ” نسال الله لكم اعمارا اطول لكن الواقعية تحتم عليك ان تضع ميزانيتك العاطفية والنفسية والموارد العقلية المتاحة وفقا لهذالاحتمال
????أكثر خسائر الانسان التي لايدركها في حينها هو الزمن الغالي الذي يضيع دون طائل لو حسبتَ ما انصرم من زمن تجد ان القليل جدا قضيته في عمل نافع والكثير انسرب من بين يدي الوقت خلسة وضاع منك هدرا و انحسب عليك عمرا
????يقول الكاتب والشاعر ماريو بنيديتي (عندما تتراكم الأعوام في عمر الإنسان، يبدأ بإدراك أن الوقت يفلت من بين يديه) كلما مامضى بك العمر كلما اتسعت الفحوة بينك وبين الطموحات الوردية و عندما يتراكم الزمن تتكاثر عليك الاحلام الوردية وتتفلت من بين يديك وتبدا الحياة امامك مسطحة خالية من المفاجآت ترضى فيها بالقليل في رحلة تقل فيها الدوافع
????رغم ذلك اذا كانت لك احلامً كبرى لاتهتم بالصغائر اذهب اليها مباشرة واترك ما يشغلك عنها يقول البابا بول الثاني المستقبل يبدأ الان وليس غدا
The future starts now not tomorrow
كما يقول جون بابتسا
it is only too late if you don’t start now
فحتى لايفوت الاوان عليك في أي أمر ما ابدأ الان،، هذا سر من اسرار النجاح والسعادة
ويقول هارفي مكاي
“Time is free, but it’s priceless. You can’t own it, but you can use it. You can’t keep it, but you can spend it. Once you’ve lost it you can never get it back.”
فالزمن هدية لاتمتلكها لكنك تستخدمها وفي اللحظة التي تفقدها لن تستعيدها مرة اخرى،،،
وجاء في الحديث الشريف “( لا تزول قدما ابن أدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟
????اذن لتكسب مابقى من زمن في رحلة العمر، ابدا اليوم لاتنتظر الى الغد حتى لا يُسرق منك العمر ،يقول الامام الغزالي “
أتدري كيف يُسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتي ينقضي أجله، ويده صِفر من أي خير”
لا تنتظر الغد اجعل فلسفتك في العام ٢٠٢٢اليوم وفي بدايته( ابدأ الان )ابدا بهذه الاشياء الصغيرة الكبيرة في نتائجها ومراميها فالسعادة نهر يرفده جداول من الواجبات الصغيرة
✅صالح من تخاصمه او امسح حزنا من قلب مكلوم انزع من قلبك العداوة نحو اي انسان ليس هذا ضعف ولكنه قوة ومغالبة للنفس وسمو
✅ اغث ملهوف ، ساعد يتيم ،اعمل خيرا ولو ابتسامة في وجه اخيك امشي مع اخيك في حاجة قضيت ام لم تقضي
✅ لاتنسي نفسك فلنفسك حقٌ عليك حب نفسك وارفع مقامك عبر الاحساس بقيمتك وتميزك وارفع راسك في زخم الاحداث
✅ اكثر من الدعاء اذا كنت تتأمل او تتعبد فهو يخلق طاقة ايجابية تتصعد الى السماء وتعود بتجليات مختلفةً ،
✅ اعمل على تحقيق حلم كامن ضع له برنامج زمني كي تحققه في هذا العام ✅ تعلم علماً نافعاً من المهد الى اللحد
تخلص من عادة سيئة هزمتك في السنوات الماضية اذا قاومت العادة لثلاثين يوم ستقضي عليها
واخيراً
????السعادة هي جوهر الحياة ومناط كل سعى الانسان وليس لها وصفة واحدة ولا تركيبة سحرية panacea (باناسيا )
تداوي كل الام الحياة وشقائها ،اذ تقتضي الحكمة ان تطوف بالانسان طائفة من الاحزان الصغيرة والكبيرة من وقت لاخر لتقتفي السعادة اثرها ، فبضدها تتمايز الاشياء ولولا جرعات الحزن القليلة ماعرفنا طعم السعادة ولولا التعب لما عرفنا طعم الراحة كما قال ابو تمام
بُصرت بالراحة الكبرى فلم ترها تُنال الا على جسر من التعب ،، ،،،
ولولا الكراهية ماعرفنا طعم الحب ولولا الهجران ماعرفنا طعم الصداقة
????ومع همومنا لا ننسى الوطن فهو ملاذنا الامن ،،ومحط امالنا ومشوارنا الخاتم وليس مستحيلا ان نتساكن فيه ونقبل بعضنا البعض و في رحابه نحب الحياة ونصنعها و في كنفه نحيا عزيزين بكل ماعرف به السودانيون من مودة واخوة صادقة ووفقا ولينا وطيب معشر وتسامح
مرة اخرى
اجعل هذا العام نقطة تحول في حياتك واحذر الغفلة وانسياب الزمن ورحيله الصامت
وكل سنة وانت وانتم بخير وفي سعادة غامرة
١-١-٢٠٢٢م