✍️مصلح نصّار الرشيدي
التخريب الذي طال البلاد في حرب المليشيا المتمردة المحلولة لم يسبق له مثيل في التاريخ القريب والبعيد في بلادنا السودان.. قتل على الهوية تصفيات عرقية.. نهب وسلب وانتهاك لحقوق المواطنين وإغتصاب للنساء ولم يسلم من شرور المليشيا المحلولة حتى الأطفال تجنيداً وتقتيلاً في مخالفة لكل القيم والأخلاق وتجاوز العنف عنف الحرب ومعاييرها الى العنف ضد المجتمع والعنف ضد الكل دون تمييز.
غني عن القول أن هذا السلوك المتبع في حرب المليشيا المتمردة لا يمكن أن يأتي هكذا فجأة ودون ترتيب وإنما فظاعة الجرائم تشي إلى أن هذا هو النهج الذي تنهجه هذه القوات غير المنضبطة والتي تعتمد أسلوباً أقرب إلى سلوك العصابات و المافيا منه إلى القوات النظامية مايلفت النظر الى خطأ تكوينها ابتداءً وتقنين وجودها ومن ثم تمددها والسلوك المافيوي يتبدى في النهب المنظم وتجاوز كل الخطوط الحمراء تجاه الأبرياء العزل كما حدث في الخرطوم ودارفور .
الشاهد أنه رغم طغيان السلوك القبلي “التمليشي” والتركيز على مايعرف بالغنائم والسلب وجلب آلاف المرتزقة من الدول الأفريقية والعربية، إلا هنالك أيادي أخرى عبثت وكانت جزء من المخطط والتنفيذ وتظهر بصمات العنف الخاصة بحزب البعث العربي الاشتراكي واضحة وجلية في هذه الحرب وإن تخفت تحت ستار لا للحرب والدعوة لإيقافها بعد أن تيقنوا من خسارتها.
وحينما نتحدث عن ضلوع حزب البعث في المؤامرة فإننا لا نطلق الحديث على عواهنه وإنما هنالك شواهد شاخصة على التحالف التخريبي الخبيث، أولاً ثمة مشتركات في الفكرة بين البعث الذي يرفع شعار العروبة و”عربان الشتات ” المكون الأساسي للمليشيا المتمردة المحلولة حيث خططوا لدولة “العطاوة” الكبرى والتي كان مخططاً لها أن تبتلع السودان وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى ومالي، وماشراكات قائد المليشيا وضخه الأموال في انتخابات النيجر وغيرها إلا جزء من رقعة “الشطرنج” لتكوين دولة عرب الصحراء “العطاوة” الكبرى المخطط الذي تصدت له القوات المسلحة ببسالة من خلفها الشعب السوداني بكل أطيافه ولا يزال التصدي مستمراً حتى إنهاء التمرد الغادر المدعوم من الدويلات التخريببة والأحزاب الهشة ذات المطامع السلطوية والاطماع الشخصية.
قادة المليشيا المتمردة لم يخفوا نوايا المخطط وبغباء لايحسدون عليه يتحدثون في كل الوسائط عن توجهاتهم القبلية النتنة ودولة العطاوة قالوا ذلك بلا مواربة مثلما وثقوا لجرائمهم بأيديهم ، تلاقت أطماع المليشيا مع فكرة حزب البعث مع كوادره المعروفة بالعنف وتجارب الحزب في دول المنبع تكشف عن دمويته البغيضة لتنتج لنا هذه الكارثة التي يعايش الشعب السوداني فصولها ومعاناتها.
مشاركة حزب البعث مع المليشيا المتمردة في عاصفة الحزم باليمن وثقت العلاقة وكانت بداية التنسيق بينهما لما يجري في السودان الآن ، البعث خان زعيمه الراحل صدام حسين ودعم خصومه ولن يتورع عن فعل أي شي في السودان وفي أي مكان أيادي وأصابع البعث بقيادة زعيم القيادة القُطرية للحزب على الريح السنهوري واضحة وضوح الشمس في كبد السماء وتعمل على إعادة تطبيق تجربة البعث الدموية في العراق وسوريا، وللرأي العام أن يتساءل أين السنهوري في الفترة التي سبقت الحرب والى اللحظة ؟ ، والجواب أنه منشغل بترتيب غرف التخريب بينما كادره وجدي صالح يجري اللقاءات السرية في دول الجوار.
السنهوري الزعيم القطري للحزب بعد دمار الحزب في العراق وبعد فشله في أن يلملم جراحات الحزب على المستوى القطري يعمل جاهداً على بث الروح فيه من السودان بروافع القبائل والتمليش ولكن فشل مخططهم وانكشف وتكسر على نصال القوات المسلحة وتداعي الشعب السوداني وكان الرد عليهم من شاكلة شعاراتهم أنه في السودان ” بعث الحزب الدموي ضرب من المستحيل…
أحسنت..حزب البعث هو حزب دموي دكتاتوري في المقام الأول ولهم أفعال تندي لها الجبين…قتلوا وسلبوا ونهبوا أموال الكويت الشقيقة دون خجل ولا حياء ولا شرف ولا نخوة عروبة كما يدعون فهم تتار الزمن الحديث وفتنة هذه البلاد بعد الكيزان الانجاس والعسكر الخونة وعلماء السلطان الارزقية والجنجويد القتلة…عليهم من الله ما يستحقون