محمد وداعة
▪️نيويورك تايمز : الامارات تغذي القتال سراً في السودان بينما تتحدث عن السلام
▪️مسؤولون امريكيون : الإمارات تقدم عبر قاعدة ام جرس في تشاد الأسلحة لقوات الدعم السريع
▪️سكوت الحكومة السودانية عن دور الامارات للتمرد غير مفهوم
▪️الحكومة تدفن رأسها فى الرمال ، فما بال السياسيين و الاعلاميين؟
▪️الامارات غير مكترثة بالامتعاض الامريكى الخجول ضد دعمها الواضح لقوات الدعم السريع ،
▪️ليس امام الجانب السودانى الا اتباع الوسائل المعتادة لمواجهة الدورالاماراتى و التشادى فى دعم التمرد
بتاريخ 29 سبتمبر 2023م ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرآ مهمآ اعده ثلاثة من اكبر الصحفيين وهم (ديكلان والش من نيروبي- كينيا، كريستوف كويتل من نيويورك، وإريك شميت من واشنطن ) وساهم في إعداده فيفيان نيريم من الرياض، وإيمان الشربيني من القاهرة، هالي ويليس من نيويورك، ملاكي براون من ليمريك- أيرلندا؛ ومارك مازيتي من واشنطن ، تضمن التقرير معلومات مهمة عن الدور الخطير الذى تقوم به الامارات فى حرب الجنجويد ضد الدولة السودانية ، بدأت القصة في 4 يوليو2023م ، بعد أن أعلن أحد متتبعي الرحلات الجوية المعروف باسم جيرجون عن الارتفاع المفاجئ في الرحلات الجوية الإماراتية إلى تشاد،
جاء في تقرير التايمز ( تحت ستار المساعدات الانسانية، تدير دولة الإمارات العربية المتحدة عملية سرية متقنة لدعم قوات الدعم السريع في الحرب المتصاعدة في السودان، حيث تقوم بتزويدها بأسلحة حديثة وطائرات بدون طيار، وعلاج المقاتلين المصابين، ونقل الحالات الأكثر خطورة جواً إلى أحد مستشفياتها العسكرية، وفقاً لما ذكره عشرات المسؤولين الحاليين والسابقين من الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من الدول الأفريقية ، وتتمركز العملية في مطار ام جرس في تشاد، حيث تهبط طائرات الشحن الإماراتية بشكل شبه يومي منذ يونيو الماضى، بحسب صور الأقمار الصناعية والمسؤولين الذين تحدثوا طالبين عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخبارية حساسة ) ،
جاء فى تقرير الصحيفة ايضآ (في السودان تشير الأدلة إلى أن الامارات تدعم قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية قوية متهمة بارتكاب فظائع، ومرتبطة بمجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، قوات الدعم السريع تقاتل منذ أبريل القوات المسلحة النظامية في البلاد ، وفي الواقع، تستخدم الإمارات العربية المتحدة المساعدات الانسانية لإخفاء دعمها العسكري لقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، والذي كان في السابق قائد ميليشيا من دارفور، وهو معروف بقسوته وبعلاقات طويلة الأمد مع الإمارات ، وقال مسؤولون أمريكيون وسودانيون إن مقاتلي الفريق دقلو استخدموا في الأسابيع الأخيرة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، التي زودتهم بها الإمارات، لمهاجمة سلاح المدرعات في العاصمة السودانية الخرطوم ، ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على قائمة أسئلة وجهت لها، لكنها نفت في السابق تقديم الدعم لأي من طرفي الحرب في السودان ) ،
يتناول تقرير غير منشور أعده محققون فى الأمم المتحدة، وتم تقديمه إلى مجلس الأمن وحصلت عليه صحيفة التايمز، تفاصيل كيف حصل الفريق دقلو على صواريخ أرض جو من قواعد في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة في أبريل ومايو، وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن فاغنر قدمت الصواريخ، وقال مسؤولان سودانيان إن هذه الصواريخ استخدمت لإسقاط عدة طائرات مقاتلة سودانية ، ولم ترد قوات الدعم السريع على الأسئلة المتعلقة بهذا المقال، لكنها نفت مؤخراً أي ارتباط بجماعة فاغنر ) ، ورداً على سؤال حول الأنشطة الإماراتية في أم جرس، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الولايات المتحدة أثارت مخاوف لدى (جميع الجهات الخارجية التي يشتبه في أنها تقدم الدعم لطرفي الصراع في السودان، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ) ،
من الواضح ان الامارات لم تدخر وسعآ فى دعمها لقوات الدعم السريع ، و ربما لم يتبقى لها الا ان تدخل الحرب مباشرة بجنودها و آلتها العسكرية ، ولا شك انها ستستمر فى هذا العدوان الى النهاية ، وهى تعلم ان هذا الدعم يمثل انتهاكآ صارخآ للقانون الدولى ، و لقرارات الجامعة العربية و الامم المتحدة ، و فى السابق لم تعبأ بالقرارالدولى بحظر الاسلحة على ليبيا ، الامارات غير مكترثة بالامتعاض الامريكى الخجول ضد دعمها الواضح لقوات الدعم السريع ،
غض الطرف عما تضمره الحكومة السودانية و الجيش من خطة للتعامل مع الامارات و تشاد ، فليس امام الجانب السودانى الا اتباع الوسائل المعتادة لمواجهة الدورالاماراتى فى دعم التمرد و تأجيج الحرب و اطالة امدها ، بما فى ذلك التقدم صراحة بشكوى للجامعة العربية و الاتحاد الافريقى و مجلس الامن ، و تقديم بيان للشعب السودانى لفضح هذا العدوان المستمر،
يتغافل الكثير من الذين يوصفون بالمحللين السياسيين، و عدد من الاعلاميين و السياسيين حقيقة الدعم الاماراتى لقوات الدعم السريع و خطورته على مجريات الحرب ، كيف يستقيم منطقآ مناقشة موضوع الحرب فى السودان على اى مستوى دون التطرق لدور الامارات فى ادامتها ، هذه حرب الامارات ضد الدولة السودانية، دفن الرؤوس فى الرمال الى متى؟ ،
1 اكتوبر 2023م