سُميت الجائزة باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه الرحمة لكونها تعكس تفانيه في مد يد العون للشعوب من مُختلف الثقافات والخلفيات.. وتمثل الإرث الأخلاقي الذي خلّده بحُبِّه للخير واحترام الآخر
جائزة عالمية مُستغلة تُمنح سنوياً في فبراير مُتزامنةً مع اليوم الدولي للإخوة الإنسانيّة احتفاءً بالجُهُود المُتّصلة للقادة للتعاون من أجل السَّلام
تحتفي بالأعمال الجليلة التي تَهدف إلى تحقيق التآلف بين الناس وبناء السَّلام المُستدام
عُدت يا سادتي، أيامي الماضيات أمشي نحو المدن التي أحب وأعشق، ولي فيها من الحكايات، أجملها وغير ذلك، استذكارها يمد في أيام العمر الذاهبة بالخواتيم، ذاريات ممكن، مُورثات، لعل وأظن، أيامي فيها مدن الإمارات البهية بأهلها، تحكي في أركانها الموحية بالحكايات الأخرى، بعدها أخريات فيها من أسرار النجاح الكثير، ولأن فكرة الاتحاد لتلك الأرض الوسيعة بلا حدود طبيعية، كانت تحدث الدنيا بأنها ولأنها ممكنة، ولا استحالة في تلك النوايا من الأب المؤسس والشيخ الوالد عليه الرحمة زايد بن سلطان آل نهيان، لتبني وتشيد بعدها دولة حديثة كاملة الشراكة مع المجتمع الدولي، تمشي بالخير الوفير والمُمكن المُتاح، ثم إدارة الخير للكل وبالوسائل الممكنة، لا لتحافظ عليه، لكن لتعاظم من أدوارها وإسهامها فيها المعمورة رغم ما في الدنيا من أوضاع بالغة التعقيد، ومصائب، لا اتجاه لها ، أو معانٍ لأسباب النزاعات. ولانها الدولة الأحدث، قامت على المعارف والعلوم والفكر المستنير، مشت بها الفكرة الرابحة نحو النور الممتد الآن لأطراف الدنيا في سخاء، وتدرك ما ترك الشيخ الأب المُؤسِّس زايد عليه الرحمة من أثر، تلمح ذاك وتتأكد منه عند جلوسك إلى معلمه في واحدة من (جزر القمر) البهية البعيدة، في نهارية، تحتسي القهوة، أجلس بعيداً عن الزحام، ووسائط الإعلام تتابع رحلتي الأولى سفيراً للسلام، وسكوني ذاك في ظل وريف، كان بعضه من فكرة السلام العالمي الخفي، لا يُحكي عنه، ولا فيه إلا من الإشارات الذكية، والمباني خلفي جميلة، بيضاء، تضم مجمعاً للمدارس، ومركزاً علاجياً، كلها خرجت من فكرة الالتزام بمساعدة الآخر، مهما كان بعيدا ًعنها (أبو ظبي) أو (دبي)، أو أي من مدن الإمارات الأجمل، وتلك عندي من معاني الشراكة الذكية في الخير مع العالم، لذلك لما تأتي المبادرات تشبه حالة الدولة الرفيعة في حُسن ادوارها الراهنة، سعي لسلام وفض النزاعات، وما أكثرها في يومنا الراهن هذا. ثم بعيداً عنها أفريقيا والتي حُظيت بمشاركة حقيقية مع برامج الدولة الإماراتية من لدن الأب المؤسس وانتقلت فكرة العالم الواحد المحتفى بالإنسانية، روحاً واجتهاداً وامتداداً لخير وإرث لأفضل إرث إنساني مؤثر.
سيدي صاحب السمو، رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد حفظه الرحمن، ونائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، ذاك التزام ملمحه في حركة الدولة الخارجية، ومن عندي المشهد أكثر وضوحاً، فيه من الخير الكثير، خاصةً اذا كنت طرفًا في بعض تلك الأنشطة الإنسانية، الغالب فيها أنها تمتد للناس، كل الناس، بلا فرق أو إشارة أو شك انها للكل بلا تفاصيل، تهز وتدفع بسعي صادق ووعي في فكرة الإنسانية الكبرى بشمولها الأهم، ومن عندي بشموخها التي نسعى لها جميعاً، علها توقف نزيف الطاقة المُهدرة، وتعيد للكون أسباب التعايش السلمي، وانظر معي لتلك الإشارات بالغة الذكاء وانت تمر بمبنى (اليونسكو في باريس)، بعض ما في القاعات من هناك، من عندها (أبوظبي) إسهاماً في دعم مؤسسة التربية والثقافة والعلوم الأممية، تبدو اللوحات بأجمل ما تكون، ولها أكثر من معنى، وتعرف أن أكثر من مشروع (لليونسكو) خاصةً في المجالات الحيوية، مثل أبحاث الطاقة النظيفة والمياه، وسعي الإنسان للحفاظ على الطبيعة مورقة ومدهشة ومعينة على الحياة، والإحصائيات والتقارير التي اقتربت منها اكثر سنواتي الماضيات، وكنت جزءاً منها في بعض مواقع التنفيذ، وكانت تعطي مهمتي الطوعية بعداً يسعدني قبل الاسم والمعاني خلف الوظيفة، وقد أسعدتني معالي المديرة العامة لليونسكو السيدة (اودري اوزلي) بالتجديد لي لفترة أخرى قبل أسابيع، أفرحتني التهاني من الأحباب، ولسوف تجعلني الأطول جلوساً عليها، (سفارة النوايا الحسنة) وفيها معنى إسهام المبدع في الشأن الإنساني، بعيداً عن فضاءات الفنون ووسائلها المتعددة والعملية في التشخيص والإخراج والكتابة والإنتاج، ولأن كل ذاك البهاء والدعم والإعانة لمنظمات ووكالات الأمم المتحدة والتي نعول عليها كثيراً في أزمان عدم السلم، وغياب الأمان، والشكوى من النوايا الحسنة، خرجت من تلك المُدن الأجمل، من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أمشي أيامي هذه بين مدنها في سبيل تحقيق عمل عالمي كبير، يحدث ولأول مرة في المنطقة عربيًا وآسيوياً وأفريقياً، ثم من عندي وشرق أوسطياً، ولأنها لم تكن تحوي تلك الرمال في صحاري الدولة الأحدث غير الخير وأسباب الإنسانية قبل خمسة عقود، تدخل الآن عقدها السادس، وفي حرها ذاك، صيف مبكر أو غير ذلك من فواصل الدنيا، ببردها وأمطارها، ولأنها لم تكن فقط أبار الزيت، وهي تعطي بسخاء الطاقة للعالم، بل أعطت بلا حدود من فكرة الاتحاد للآخر البعيد، أعطت وبوضوح فكرة التعايش الممكن بين الناس، متوافقي الثقافات والمعتقد، او غير ذلك، ولتكون بعدها منفتحة على الجميع، تتيح للكل بناء مجتمعات حرة وديمقراطية ومتعددة، وتقبل الآخر المغاير فيصبح النموذج الأمثل لمشكلات العصر في حل الاختلاف، وكانت المنطقة الى جوارها تعج بها اختلاف وتباين انفتحت بلا تردد.
فكانت الفكرة الأساسية خلفها الجائزة العالمية يوم اجتماع في أبوظبي الخير، قادة الدنيا شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، وفي المعتقد والاديان لا اتجاهات تحد من الانتشار، فخرجت للناس، كل الناس يومها، وفي العام 1919 (وثيقة الإخوة الإنسانية) بعد توقيع فضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وقداسه البابا (فرنسيس) بابا الفاتيكان، ثم مجمل الأحداث الخلاقة، والتي تحاول ونحاول أن نشير إليها، لأنها واحدة من رسائل النجاة منها تعقيدات القرون التي تلت الحرب الكونية، وانقسام الدنيا لمعسكرات، الأهم فيها الانحياز.
وتلك الوثيقة (الإخوة الإنسانية) أدرت بدعوة كريمة من سعادة سفير دولة الإمارات بالخرطوم السفير حمد الجنيبي ندوة كبرى، بمشاركة واسعة من أهل السياسة والثقافة والإعلام ورجال الدين في الخرطوم كانت امتداداً لأدوار الدبلوماسية والثقافة الإماراتية في الخرطوم، والوثيقة شكّلت أفضل الفرص لبناء الشراكات الأممية لفض النزاعات الإقليمية أولاً، ثم اتساع دوائر الحلول الممكنة للعالم الجريح بالفرقة والشتات. ومن رحم الاتفاق الإنساني الخلاق خرجت مبادرة الجائزة الأهم اليوم في عالمنا، تزامنت مع إعلان الأمم المتحدة (لليوم العالمي للإخوة الإنسانية) وليكون فبراير من كل عام محطة للنظر بالتقدير لجهود الأفراد والمؤسسات التي تسهم بلا حدود في تحقيق السلام الأممي، وهي احتفاءٌ بالجهود المتواصلة التي يقوم بها قادة ورموز دينيون للتعاون فيما بينهم لتعزيز السلام والتناغم والحوار بين الثقافات والشعوب. ثم ان اعلان الجائزة الكبرى وقيمتها (مليون دولار) للاحتفاء بالأعمال الجليلة، وهي تهدف الى تحقيق التآلف بين الناس، والى السعي المخلص لغرس قيم الإخوة الإنسانية بينهم، ولهم في سعيهم من أجل بناء الجسور للتواصل، وهم كقادة يقدمون القدوة والمثل من خلال الإنجازات الإنسانية العظيمة، وفيها تقديرٌ للتعاون بلا حدود ودون تأخير وبلا كلل وملل لتجاوز حدود الفرقة والاختلافات، وليحدث بعده التقدم الحقيقي مستنداً على قناعات راسخة، نحن وبفضل الجائزة أحوج ما نكون لقادة يرسمون للعالم طريق نجاة، يؤثر قيم التعاطف والمودة والرحمة والشجاعة، ويؤكد على التزام عميق ببناء عالم تسوده قيم التعايش والسلام.
فبراير القادم تشهد مدينة (أبوظبي) حاضرة دولة الإمارات العربية المتحدة، إعلان الفائزين بالجائزة للعام 2023، في نسختها الثالثة عبر الترشيحات, والتي امتدت طوال العام الماضي.
في عام 2021، فاز بالجائزة معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد (انطونيو غوتريش)، والسيدة والناشطة المغربية والفرنسية (لطيفة بن زياتن).
وفي العام هذا 2022، منحت لصاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والملكة رانيا العبد الله حفظهما الرحمن. والى المنظمة الإنسانية الهاييتية (فوكال) وهي مؤسسة للمعرفة والحرية.
تنتهي في الثلاثين من هذا الشهر الترشيحات للحصول على الجائزة الأكثر تأثيراً على تدابير السلام والتعايش الأممي، وسيحتفي العالم بالفائز، وما حقّق من نجاحات في بناء العالم الحُر، الخالي من العنف والنزاعات.
دبي في حللها وجمالها وكل مدن الإمارات الجميلة بأهلها.
والدهاليز تحتفي بالعلم، والأعمال الإنسانية المعينة على الحياة.
أكملت دهليزي هذا بين السماء والأرض.
دعواتكم بسلامة الوصول.
وكل ساعة، ولحظة، ونفس، والوطن في خير.
آمين