1
أية تصريحات تقصد يا أستاذ، فللرئيس البرهان تصريحات لا تعد ولا تحصى منذ أن استلم فجر 11 أبريل 2019 وحتى الآن؟
أنا أقصد تصريحاته في يوم الاتفاق الإطاري، التي قال فيها “الجيش للثكنات والأحزاب للانتخابات”.
وما قيمتها لقد فقدت تصريحات الرئيس مصداقيتها بسبب تناقضاتها وكثرة تراجعه عنها؟
على العموم هو رئيسنا حتى الآن، لابد من احترام تناقضاته وتراجعاته إلى أن نثور عليه أو يأتينا بكراوي آخر!! وماذا ستفعل ؟.
سأحاول هنا تفكيك عبارته (الجيش للثكنات والأحزاب للانتخابات).
2
لنسأل أولاً.. كيف يمكننا سيدى الرئيس نصدق أن الجيش سيعود إلى الثكنات والأحزاب للانتخابات
لماذا لا تصدقون؟
لأنه كان بإمكانك تسليم السلطة لحكومة كفاءات وطنية مستقلة تقود البلاد بحياد تام إلى انتخابات حرة نزيهة يفوز بها من يفوز وتذهب للثكنات مرتاح البال، قلت ذلك مرارا ياسيدى وتعهدت به ولكن فعلت عكسه!!ا
ولأنك ياسيدى الرئيس وقعت في ذات القاعة التى شهدت تصريحاتك تلك مع 3 أحزاب وشوية عويش متشظي وسلمتها السلطة كاملة غير منقوصة فهم الذين يهندسون فى الفترة الانتقالية كل شيء لمصلحة أحزابهم.
ياسيدى هم ذاهبون الآن للسلطة للحكم ليعبدوا بها طريقهم نحو الانتخابات بصورة تعيدهم للسلطة من جديد بصورة دائمة، تلك أمانيهم وتخطيطهم الآن.
الأحزاب لن تذهب للانتخابات لا بعد سنتين ، وأنت كذلك لن تعود للثكنات….وكيف لا؟.
الاتفاق الاطارى ينص على ذلك؟ كيف الكلام ده ؟ .
بنص الاتفاق الذى مهرته سيدى…. فالرئيس (مدني) هو القائد الأعلى للجيش لن يجرى تعيينه إلا (بالتشاور) معك، تقرأ إلا بموافقتك. وكذلك وبنص الاتفاق الذى مهرته فإن رئيس الوزراء وكذلك مدير جهاز المخابرات لا يقع تعيينهما إلا بموافقتك (بالتشاور) بمعنى أنك حاضر من وراء ستار فى كل تفاصيل السلطة السيادية والتنفيذية ومن خلال نصوص الاتفاق نفسه شرعنت استقلالية كاملة للجيش عن السلطة التنفيذية وعلاقتك الوحيدة بها هو حضور ممثلين لك فى مجلس الأمن القومى الزائف الذى لا سلطة ولاصلاحيات معلومة له فى الاتفاق عدا انه يحدث رئيس الوزراء بما يجرى فى البلاد.
لقد كنت حصيفا سيدى الرئيس هنا واعترف، اذ لا يمكن ان تترك جيشك وجهاز المخابرات بكل أسراره نهبا لمدنيين غير منتخبين.
لقد حذرت السلطة المدنية علنا أن تبتعد من الجيش وقضاياه المهنية وكما حذرتهم من التدخل فى هيكلة الجيش وعللت ذلك بأن الجيش لا يمكن أن يخضع لسطة مدنية غير منتخبة.
الحقيقة سيدى الرئيس أنك لم تنسحب كليا من ميدان السياسة، كل ماقمت به هو انسحاب تكتيكى ريثما تتبعثر شظايا الأحزاب الموقعة على الاتفاق الاطارى وتتصارع على الغنيمة وتعلم يقينا أنها ستواجه بمعارضة واسعة لا قبل لها بها، وخطره شرقا وغربا وشمالا وكتلة سياسية كبيرة تتكتل الآن وبها طيف واسع من الغاضبين المحقورين والمستثنين أضف لذلك لجان مقاومة بدأت تحركها الآن، كل تلك المعارضة بالاضافة لجيش وجهاز مخابرات وشرطة وأجهزة أخرى تغلي من الداخل لأنهم مرتعبين مماهو قادم من (جراحات عميقة) للقضاء والنيابة ولجيشك نفسه بحسب نائبك الأول. الا تقرأ سيدى تقارير الاستخبارات العسكرية، اقرأ ودعك من وشايات الواتساب. وقتها سيقتنع المجتمع الدولى ان السودان اعقد مما يتصورون، وأوسع من ميدان باشدر وحدائق أوزون.. حين يحدث ذلك تلتف من جديد عائدا لذات الملعب بخطة لعب جديدة تستبقي المكون العسكري فى السلطة إلى ان يقضى الله أمرا كان مفعولا.
أليست هذه هى الخطة …خطتك؟ ولكن لعلمك إن الذين تلاعبهم الآن ليسوا بهذه السذاجة السياسية فهم أيضاً بدأوا في الخطة (ب)، ولقد بدأوا فى تجهيز الملفات لمحكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن الذى رحب بالاتفاق امس الاول، لقد جهزوا جيشهم (الدعم السريع) الذى وافق قبل يقرأ وبصم دون ان يفهم، جعلوا منه قوة نظامية يستندون إليها ويدبجون لها الخطابات التي تسيء اليك، جعلوه كتفا بكتف مع الجيش رغم أنف قانونه. قد تجد سيدى الرئيس نفسك مصفدا داخليا وخارجيا ليس بإمكانك سوى مزيد من الاذعان للخطة. انت ياسيدى لن تصدق مقولتى هذه ولكن (بيني وبينك الأيام). إذن سيدى إنك لم تترك السلطة، فلقد أمسكت بمفاصلها بحيث لا تفلت كليا من بين يديك إلى ان يحين موعد الالتفاف. هل سيوافق الجيش على تلك الخطة المحفوفة بالمخاطر؟ سنرى. إذن سيدى هم لن يذهبوا للانتخابات وانت لن تعد للثكنات ، كل ماجرى مناورات خطرة في فضاء وطن ملغوم لا يحتمل مزيداً من أللاعيب الصغيرة.. والله غالب على أمره.