الطاهر ساتي
:: كالرجل الذي أضاع خاتمه في غرفته المُظلمة ثم خرج يبحث عنه تحت أعمدة كهرباء الشوارع، غادرت الأحزاب الثلاثة، المسماة بالمجلس المركزي لقوى الحرية، إلى الإمارات.. الواثق البرير، عمر الدقير، بابكر فيصل، و طه عثمان ممثلاً لتجمع المهنيين جناح فولكر..و بالمناسبة، عندما تشاهد طه عثمان ملتحفاً ثوب تجمع المهنيين، تزداد إيماناً بالحكمة الشعبية ( آخر البليلة حصحاص).. !!
:: المهم، غادر ةوفد النشطاء إلى الإمارات، للتزود بالخير و البركة أو ليشكو البرهان للكفيل، فالإمارات – بالنسبة ليهم – إما مصدر طاقة أو حائط مبكى .. وفيما هم بالخارج، مفاوضات الإعلان السياسي الجديد مجمدة بالداخل منذ شهر، ويقول المتحدث باسم العملية السياسية، خالد عمر : ( تم الاتفاق على محتوى الإعلان السياسي ونأمل أن يفرغا من مشاوراتهما الداخلية لتوقيعه)..!!
:: و خالد يقصد بأن لمناوي و جيريل مشاورات تمنعمها عن التوقيع على الإعلان السياسي، وهذا غير صحيح .. ومن المؤسف أنها المرة الثانية التي يكذب فيها حلفاء الإطاري على الشعب، فالأولى حين زعم كمال عمر بتوقيع مناوي وجبريل و الميرغني، و هذا ما نفته الكتلة الديمقراطية، وخالد عمر أيضاً : (نأمل أن يفرغا من مشوراتهما الداخلية لتوقيعه)، وهذا يعني أنهما لم يوقعا؛ ونأمل أن يعتذر كمال عمر عن تلك الكذبة ..!!
:: ومع كمال عمر، فان خالد عمر أيضاً مطالب بالإعتذار عن الكذبة الثانية.. ليس لمناوي وجبريل مشاورات تحول بينهما و التوقيع على الاعلان السياسي، بل رفض المجلس المركزي لمعايير التوقيع الموضوعية هو الذي يمنع التوقيع..فالكتلة الديمقراطية تقترح توقيع كل القوى السياسية ما عدا المؤتمر الوطني، وهذا ما يرفضه المركزي الذي ينتقي ما يشاء من القوى دون توضيح معيار ( الإنتقاء) ..!!
:: فالمركزي يناشد التيجاني السيسي ويتوسل إليه ليوقّع، ويرفض مبارك الفاضل، رغم أن كلاهما شارك في نظام البشير، وكلاهما كان خارج نظام البشير عند سقوطه..ثم أن المركزي يحرص على توقيع الشعبي و أنصار السنة والاتحادي، و يرفض آخرين – كانوا مع هؤلاء – في ( سرج الانقاذ).. وهذا الانتقاء هو سبب توقف العملية السياسية، وليس مشاورات مناوي وجبريل، فلماذا يكذب خالد عمر على الشعب..؟؟
:: فالكذب ليس حلاً.. ثم أن الإرتماء في حضن الإمارات أو الدعم السريع لن يكون حلاً لأزمة إختيار القوى الموقعة على الاعلان السياسي، فالتصالح مع الشعب هو الحل..ومن التصالح، توضيح أسباب قبول نصف الفلول و رفض النصف الآخر.. فاذكروا الأسباب منطقية، بدلاً عن التهريج و إدعاء النقاء الثوري و اتهام الآخرين بالكوزنة و لعق البوت و غيره من ( الكلام الفارغ) المراد به الهروب من الحقائق ..!!
:: وعليه، فليعلم شعب السودان، قبل الإمارات، بأن المجلس المركزي هو المسؤول عن تعطيل الاعلان السياسي و تشكيل الحكومة المدنية.. نعم؛ المركزي و ليس الكتلة، ولا العساكر؛ كما يكذبون.. وقبل الختام، يقول خالد عمر : (تم الاتفاق على محتوى الإعلان السياسي)، ولم يُكمل حديثه ويكشف للشعب المحتوى المتفق عليه.. فالشعب آخر من يعلم، أي بعد الثلاثية و الرباعية و الخماسية وغيرها من ( مكونات الفرنجة)..!!