تردد أن أحزاباً رئيسية من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في طريقها إلى القاهرة بهدف لقاء قيادات مصرية استكمالاً للمباحثات التي بدأها اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية في الثاني من يناير الحالي، التي أجراها مع القيادات العسكرية، ومع الأطراف السياسية المختلفة.
عند عودة مولانا محمد عثمان المرغني رئيس الحزب الاتحادي الأصل أشرت في هذه الزاوية إلى الدور المصري في المشهد السياسي السوداني، الذي لن يقبل بإبعاد الاتحاديين عن الانخراط في العملية السياسية، باعتباره أكثر الاحزاب قرباً مع مصر، وحرصاً على عدم المساس بمصالح القاهرة .
على عكس ما رأى البعض، فإن القاهرة لم تغب عن محاولات التسوية السياسية في السودان، وبحسب ما متوفر لديَّ من معلومات، فإن مصر كانت ولا زالت جزءاً من الوساطة الرباعية..أمريكا، بريطانيا، السعودية والإمارات.. وهي على تنسيق دائم مع الآلية الثلاثية.. الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي وإيقاد.. غير انها اختارت عدم الظهور لاعتبارات اعتقدت أنها ضرورية، وهي حساسية الشارع السوداني تجاه التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي.
التنسيق المصري مع الأطراف الدولية ظل مستمراً طيلة الفترة الماضية وما زال، وقد ظهر ذلك جلياً عند زيارة الفريق أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات إلى واشنطن في نفس يوم مغادرة عباس كامل الخرطوم.
قادت مصر دور الميسر أو المسهل قبل ظهور فولكر وبعده، حيث عقدت قيادات مصرية مؤثرة عدة اجتماعات بالعين السخنة مع كبرى أحزاب قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وأيضاً مع قيادات مهمة في الكتلة الديمقراطية، وذلك قبل الإعلان عن الاتفاق الإطاري.
يبدو أن القاهرة تفاجأت بتغيير في بنود الاتفاق مما قاد مجموعة الكتلة الديمقراطية لعدم التوقيع ورفض الاتفاق .
تسعى مصر في خطى متسارعة الآن لترميم الموقف وليس لإعلان مبادرة جديدة.. المعالجات المصرية تهدف لتوسيع قاعدة الاتفاق الإطاري، بحيث يشمل قوى الممانعة، وعلى رأسهم الاتحادي الأصل الذي تراهن عليه القاهرة للمرحلة القادمة. الموقف الرسمي بعدم الرغبة في مبادرة جديدة ظهر عبر بيان الخارجية المصرية، أول أمس، الذي أشاد بانطلاق المرحلة الثانية من العملية السياسية في السودان، واعتبرته تطوراً مهماً وإيجابياً، كما دعت الأطراف الإقليمية والدولية لاستئناف مساعداتها الاقتصادية والتنموية، وطالبت بعودة الدعم لمواجهة التحديات بما يسهم في تحقيق التوافق السياسي الشامل.
أسباب كثيرة جداً ومعلومة تقود مصر لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في السودان، لذلك بعثت بأهم شخصية مؤثرة وهو اللواء عباس كامل رئيس المخابرات مبعوثاً شخصياً من الرئيس عبد الفتاح السيسي .. كامل همس في أذن العسكريين والمدنيين بالإسراع في التسوية السياسية، وتحقيق التوافق الشامل.
المؤكد أن مصر مهمومة جداً بالاستقرار السياسي في السودان، ولن تسمح بأي انهيار أو فوضى، ولا بوجود جيوش وقوة عسكرية متعددة، ولا أي مظاهر سلبية قد تؤثر على أمنها القومي .