
د. ابراهيم الصديق
استعرضنا فى الجزء الأول من التقرير ثلاثة من قادة مليشيا الدعم السريع المتمردة فى الميدان العسكري ، وهم آدم قارح و حبيب حريكة وصالح الفوتى ، فيما يلي استعراض لآخرين..
4-عبدالرحمن جمعة بركة الله ، وفى وارد النشر ان مجموعة من مجندي جمعة اختطفوا هاتف أحد الهاربين من مجزرة الجنينة فى 14-15 يونيو 2023م ، وأستخدموا الهاتف مباشرة فى توثيق جرائمهم ونشر صورهم ومقاطعهم فى حسابه على الفيسبوك والارسال فى الواتساب ، هذا السلوك الإجرامي ، يعبر عن لا مبالاة هؤلاء بما يقترفون من جرم..
ولذلك ، فان عبدالرحمن جمعة هو أول من حرك المجتمع الدولي والمنظمات الاممية والانسانية ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة ، ورغم كل جرائمهم إلا أن سلوكه المنهجي فى إبادة جماعية مكتملة الاركان فى الجنينة اردمتا ، أكثر من 15 ألف قتلوا وبعضهم دفنوا أحياء ووثق لذلك كاميرات المليشيا نفسها واستخدموا جثث الضحايا متاريس فى شوارع المدينة ، ناهيك عن تشريد ما يقارب مليون مواطن..
ومقتل والى غرب دارفور خميس ابكر صورة من تلك الروح المتوحشة للقتل والهمجية ، فقد اخذه من مكتبه ، واطلقوا عليه النار ودهسوه بالسيارات وعلقوه للاطفال لضربه وتركوا جثته فى العراء ، ولم تنجح ادعاءات المليشيا عن المتفلتين لأن آخر من شوهد ممسكاً بيد الوالى خميس هو عبدالرحمن جمعة بركة ..
واول تقرير أممى اوردت تفاصيل مفزعة عن الحادثة ، ومن ابرز القادة الذين شاركوا فى هذه الجريمة وردت اسماء موسى امبيلو و ادريس حسن والتيجاني الطاهر كرشوم ولم تخلو من عناصر المرتزقة من ابرزهم بشير حمدان ساكن..
فى تقريرها الصادر 9 مايو 2024م حملت منظمة هيومن رايتس Human Rights Watch ستة من قادة المليشيا بهذه الجريمة من بينهم حميدتي وعبدالرحيم وجمعة..
فى 29 مارس 2024م ، نشرت الأمم المتحدة تقريرا ، وروت فيه احدى الناشطات عن مأساة 57 يوماً من جاء فيه :
فتقول: “في حي الجمارك رأيت منظرا مختلفا. عندما اندلعت الحرب وجاء المسلحون، وبعضهم أجانب، أحاطوا المدينة من أربعة محاور. بوصفي صحفية، ذهبت إلى منطقة مرتفعة كي ألتقط صورا فوتوغرافية وكان الجيران كلهم يشاهدون عبر نوافذ المنازل. حيث كان أفراد المليشيات يصرخون ويقولون: ‘يأجوج ومأجوج. نحن المفسدون في الأرض’ ويطلقون رصاصا كثيفا”.
وتضيف: “حوصرنا داخل المنازل واضطررنا إلى الاختباء تحت الأسرة، والذخائر الطائشة في كل مكان ويمكنك سماع صراخ الناس في الشوارع وتبادل النيران. استمرت الحرب لمدة 57 يوما في الأحياء الجنوبية لمدينة الجنينة. قضى المسلحون على أحياء الثورة والتضامن والجبل والجمارك والزهور. كانت عمليتا الاستهداف والتصفية تحدثان بصورة ممنهجة من بيت لآخر. كانوا يقتلون بلا استثناء ولم تترك النساء أو الأطفال أو الرجال أو الشباب. اعتلى القناصون أسطح المنازل وكانوا يستهدفون كل من يرونه. حدث موت بصورة لا يمكنني وصفها. جاء المسلحون بكميات كبيرة للغاية ثم قسموا أنفسهم إلى جزأين: جزء يقتل وجزء ينهب الممتلكات. لم يكن بعض المسلحين يتحدثون اللغة العربية وكانوا يهددونا بالقتل إذا لم نعطهم الذهب والنقود” ، تلك جيوش عبدالرحمن جمعة..
وبذات العقلية حدثت مجازر نيالا ومعسكر زمزم للنازحين وكلها تحت قيادة جمعة..
وفى ابريل 2025م واصل عناصر جمعة التصفيات فى منطقة الصالحة بأم درمان ، حيث اخذوا مجموعة من المواطنين واطلقوا عليهم الرصاص ثم أحرقوهم..
5-ادريس حسن ، احد قادة المليشيا فى الميدان ، وخلال البحث عنه فى الوسائط ظهر ادريس فى ثلاثة مقاطع تعطى صورة عنه ، الاول فى 20 فبراير 2021م يشتم فى ابنه ، بسبب اتهام الابن الدعم السريع المتمردة بارتكاب جرائم ودعا لإحضاره من الخارج وتأديبه وكانت لغته وتعبيراته فى أفضل الأحوال (سوقية)..
والمقطع الثاني فى 12 يونيو 2023م مع عادل دقلو وموسى امبيلو ، فى منطقة بحرى ، بعد ضغط الطيران الحربي فى المعركة فى محاولة لتماسك القوات..
والمقطع الثالث فى 26 ابريل 2025م ، وظهر العميد خلاء هذه المرة برتبة فريق تحت شجرة فى الجنينة دون قوة..
ولهذه الفقاعة تجربة عملياتية خاسرة فى كل جوانبها:
. تحت امرته فقدت مليشيا آل دقلو الارهابية نخبة ابناء الماهرية فى منطقة الكدرو ، فى واحدة من أكبر الضربات غير المذكورة فى روايات السرد ، وكذلك هلك نخبة الجند فى المصفاة مع أنها اكثر الارتكازات تسليحاً وتأميناً وأهمية ، وفقد شرق النيل حين انسحب دون ترتيبات وكانت اكبر نكسة للمليشيا والمتعاونين معها..
. يعتبر أكثر قادة المليشيا عنصرية وبغضاً لأى مجموعة أخرى ، حيث كانت تعليماته تخصيص مناطق ومنازل كافورى والاحياء الراقية للماهرية ، بينما بقية المجموعات القبلية واكبرها (السلامات) تم توزيعها إلى أحياء الشعبية..
. تحت سيطرته ، اسوأ السجون ، لم تسلم منه حتى عناصرهم ، وقد سجن في سوبا من الابرياء اكثر من 10 ألف ، نجا منهم 900 فقط ، البقية ماتوا جوعا أو امراض أو تصفية ، بينما كشفت التقارير عن أكبر مقبرة فى شمال الجيلي قرب أحد المعتقلات ، وقد روى المختطف/ يوسف السنوسي فى بودكاست مهم تفاصيل ذلك السجن البغيض..
. خسر ادريس حسن كل معاركه فى حطاب والجيلي وسلاح الإشارة والعيلفون وموقف شندي والكدرو والمصفاة وجسر الحلفايا وكبري شمبات وخرج هارباً..
. ونجح فى مهمة وحيدة هى نهب كل مصانع منطقة بحري الصناعية ودمرها البقية..
ما يجمع بين هؤلاء هو العنصرية البغيضة وإزدراء الآخر ، مع الجهل المفرط..
تلك صورة مصغرة ، نحاول أن نستكملها فى حلقة اضافية بإذن الله..