القائم بالأعمال الصيني بالسودان يكتب : إحياء ذكرى استعادة تايوان والسعي إلى تحقيق إعادة التوحيد الوطني

شو جيان، القائم بالأعمال لسفارة الصين في السودان
في عام 1945، هزم الشعب الصيني البطل بشكل تام المعتدين العسكريين اليابانيين بعد خوض حرب مقاومة مريرة وشجاعة دامت 14 عامًا، وأسهم إسهامًا لا يُمحى في انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية. وفي 25 أكتوبر من العام نفسه، عادت تايوان إلى الصين، ورجعت إلى أحضان الوطن الأم. ويصادف هذا العام الذكرى الثمانين لاستعادة تايوان إلى الصين. وفي هذه المناسبة التاريخية، قامت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب في جمهورية الصين الشعبية بتحديد يوم 25 أكتوبر ليكون “يوم إحياء ذكرى استعادة تايوان” عبر وسيلة قانونية، ونصّت على أن تُقيم الدولة فعاليات commemorative بأنماط مختلفة.
ظلت تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضي الصين منذ القدم. وتحت تهديد اليابان بدبلوماسية الزوارق الحربية، اضطرّت حكومة أسرة تشينغ الفاسدة والعاجزة إلى توقيع معاهدة شيمونوسيكي عام 1895، وهي معاهدة تُفرِّط في السيادة الوطنية بشروط مذلّة. ومن خلال هذه المعاهدة تم التنازل عن تايوان لليابان. غير أن معاهدة شيمونوسيكي كانت معاهدة غير متكافئة وغير قانونية ولاغية وباطلة، ولم تُغيّر، ولن تُغيّر، من حقيقة أن تايوان جزء من الصين. وخلال فترة الحكم الاستعماري الياباني لتايوان، عانى مواطنونا في تايوان من قمع بالغ القسوة، وكانت الجرائم التي ارتكبها المستعمرون اليابانيون لا تُحصى. وقد شكّل التاريخ المأساوي لاستعباد تايوان تحت الاحتلال الياباني صدمة جماعية للأمة الصينية بأسرها. ولم يتخلَّ الشعب الصيني أبدًا عن استعادة تايوان، تمامًا كما لم يكفَّ أهلنا في تايوان عن التطلع للعودة إلى أحضان الوطن الأم.
وفي 25 أكتوبر 1945، أُقيمت في قاعة تشونغشان بمدينة تايبيه المراسم الرسمية لقبول الاستسلام الياباني في مقاطعة تايوان التابعة لمسرح الحرب الصيني لقوات الحلفاء، وشُكِّلت واجهة القاعة بعبارة ضخمة باللغة الصينية تقول: “الاحتفال باستعادة تايوان”. وبعد خمسين عامًا من الحكم الاستعماري الياباني، عادت تايوان أخيرًا إلى الوطن الأم. ولم يكن ذلك الحدث التاريخي مجرّد إنجاز عظيم لانتصار حرب الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، بل شكّل أيضًا نقطة تحول تاريخية في مسيرة خروج الشعب الصيني من دوامة الإذلال الشديد في العصر الحديث، وانطلاقه في رحلة النهضة الوطنية.
كما أكدت سلسلة من الوثائق ذات الأثر القانوني الدولي، بدءًا من إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام وصولًا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758، أن مبدأ الصين الواحدة هو توافق راسخ للمجتمع الدولي، الذي يقرّ بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين. وقد تعهّدت دول العالم بالالتزام بمبدأ الصين الواحدة عند إقامة علاقاتها الدبلوماسية مع الصين.
ومن خلال اعتماد “يوم إحياء ذكرى استعادة تايوان”، تُعلن الصين مجددًا وبشكل رسمي للعالم أن تايوان هي تايوان الصينية، وأن قضية تايوان شأنٌ داخلي خالص للصين لا يقبل أي تدخل خارجي. لقد كانت استعادة تايوان نتيجة مهمة لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، ولن نسمح لأي طرف بتغيير مسار التاريخ أو تحدّي النظام الدولي ما بعد الحرب. إن الوضع الحالي في مضيق تايوان معقد وخطير، وذلك بسبب إصرار سلطات الحزب التقدمي الديمقراطي (DPP) في تايوان على دفع سياسة “إزالة الهوية الصينية” في محاولة لفصل تايوان عن الصين، بينما تُطلق قلّة من القوى الخارجية تصريحات سخيفة حول تايوان، ملوّحة بإمكانية التدخل في شؤون المضيق. إن تحديد “يوم إحياء ذكرى استعادة تايوان” يُعدّ ردًّا قويًا على الأنشطة الانفصالية الساعية إلى “استقلال تايوان” وعلى التدخلات الخارجية، ويعكس العزم الراسخ والإرادة الصلبة لجميع أبناء الأمة الصينية في حماية السيادة والسلامة الإقليمية.
وفي أكتوبر هذا العام، انعقدت في بكين بنجاح الدورة الرابعة للّجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني. وقد أكد بيان الاجتماع الالتزام بـ”تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر مضيق تايوان، ودفع قضية إعادة التوحيد الوطني”. وتلتزم الصين دائمًا بالمبادئ الأساسية وهي إعادة التوحيد السلمي و”دولة واحدة ونظامان”. وتؤكد أنها ستبذل أقصى درجات الإخلاص وأكبر الجهود من أجل تحقيق إعادة التوحيد السلمي، لكنها لن تسمح مطلقًا بفصل تايوان عن الصين. إن إعادة التوحيد بين جانبي المضيق ليست مجرد استنتاج تاريخي وحتمية قانونية، بل هي أيضًا إرادة شعبية وجوهر العدالة، وهي تيار لا يمكن وقفه ولا عكس اتجاهه.
إن الصين والسودان صديقان وشريكان وأخوان حقيقيان. وقد ظل بلدانا يدعمان بعضهما البعض بحزم في القضايا التي تمس المصالح الجوهرية والانشغالات الكبرى لكل منهما. ويلتزم السودان بمبدأ الصين الواحدة، ويدعم قضية الصين في إعادة التوحيد الوطني، ويؤيد موقفها بشأن قضية تايوان. وتثمن الصين ذلك عاليًا، وستعمل مع السودان، على أساس مبدأ الصين الواحدة، لضمان نمو الشراكة الاستراتيجية بين الصين والسودان بشكل مطرد ومستدام، وحماية نتائج النصر في الحرب العالمية ضد الفاشية، وصون النظام الدولي لما بعد الحرب.






