انصرف رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية فولكر بيرتس الي مغازلة قوى الحرية والتغيير والواجهات الثورية الاخرى في تعليقه علي التظاهرات التي وصلته في عقر داره نهاية الاسبوع الماضي.
صب الرجل جام غضبه علي حزب المؤتمر الوطني المحلول بدلا عن التعمق في فحوى الرسالة وقراءة مضامينها جيدا والناي عن ابتسارها واختزالها في مجرد(تحركات فلول ) بلا قيمة او هدف .
اسفر بيرتس عن وجهه المتحامل الكالح ضد كل من يرفض التدخلات الخارجية ويطالب بسودنة حلول ازمتنا الوطنية بعيدا عن الاجندة الدولية.
تعامل فولكر علي طريقة النشطاء ونظر الي الحدث بطريقة صنفته جزءا من خلافات المشهد السياسي بدلا من ان يكون وسيطا مسهلا للحوار بين كل السودانيين..
اراد بيرتس علي مايبدو استباق حراك يستشعر انه سينشط خلال المرحلة القادمة رفضا لتدخلاته السافرة في الشان السوداني ، سعى عبر تصريحه بالطبع لتلغيم اي تيار مناهض للاجندة الخارجية وتصنيفه كنشاط لعناصر حزب المؤتمر الوطني .
انزعج الرحل والمشهد يكذب قراءاته بان في السودان شارع واحد وان المواجهة الموجودة الان تضم كل الفاعلين في المشهد السياسي، تفاجا فولكر بالارض تهتز تحت اقدام بعثته الدولية وعبر نشاط مشروع لسودانيين لم يكن يراهم بيرتس قبل يوم المواكب لكنه تعرف عليهم يومها وعليه ان يتذكرهم جيدا ولا يختزلهم بهذه الطريقة المخلة..
تمنيت لو اتسعت دائرة رؤية مبعوث الامم المتحدة ليستوعب في تقاريره هتافات شارع مختلف ظل يمارس الصمت النبيل خلال الفترة الماضية علي عبث الجميع وان الاوان ان يقول كلمته، ليس لدي معلومة عن الجهات التي نظمت الحراك الذي ازعج بيرتس ولكن ايا كانت الجهات التي تولت هذا العمل ، يظل نشاطا مطلوبا في ظل ما يواجه السودان من مخاوف تهدد باختطاف قضاياها وتوظيفها لاجندة خارجية يعلمها فولكر مهندس واقع سوريا الماساوي من خلفه من سماسرة الازمات داخل المؤسسات الدولية.
اصبح السودان ضيعة خاصة بالبعثات الاجنبية، و بات بلدا محتلا ومستباحا بواسطة بعض رؤساء البعثات الدبلوماسية الذين يتحركون فيه بلا ضابط اورقيب، لايوقفهم حياء، او مجرد احساس بانهم داخل بلد ينبغي ان يحترموا قراره الوطني وسيادته الداخلية.
فليعلم فوكلر ان هذه المسيرة لن تكون الاولي ولا الاخيرة في ظل احساس غالب من السودانيين بان القرار الوطني للاسف لم يعد محصنا من التدخل الاجنبي، ماكان يحدث الامس ب( الدس) ومن خلف الكواليس وداخل الاجتماعات السرية بات يمارس في السودان عيانا بيانا وفي الهواء الطلق.
لن تتوقف المظاهرات التي تطلبك في عقر دارك يا فولكر طالما ظلت الاجندة الوطنية مختطفة بواسطة تحركاتكم المريبة وانحيازكم السافر لاطراف في مواجهة اخرى موجودة وفاعلة في البلاد بما فيها المؤتمر الوطني واصدقاءه.. الاجدي ان تكون (محضر خير) وتقف علي مسافة متساوية من الجميع والا فان المسيرات الي مباني بعثة الامم المتحدة بالخرطوم لن تتوقف..