محمد وداعة

اصدرت القوات المسلحة بيان متأخر فجر امس ، جاء فى البيان ( يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا ، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد ، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة ، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون ، بناءا على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير ، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن ،
هذه التحركات والانفاتحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط مواطنين ، وفاقم من المخاطر الأمنية ، وزاد من التوتر بين القوات النظامية ، لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس ، لأن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع وفيه تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية و الولائية واستمرارها سيؤدي حتما إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد ) ،
،
تجدد القوات المسلحة تمسكها بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقا لما تم في الإتفاق الاطاري ، وتحذر القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية ، والتي لم تبخل تحقيقها بتقديم المهج و الأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار
قوات الدعم السريع استبقت بيان القوات المسلحة و اصدرت بيانآ قالت فيه (ان وجودها فى مروى على وجه التحديد يأتى ضمن وجودها فى بقية الولايات، فى اطار تأدية مهامها وواجباتها التى تمتد حتى الصحراء ، كما هو الحال فى مناطق السودان الاخرى ، وان هذا ياتى فى اطار دورها من اجل تحقيق الامن و الاستقرار، و محاربة ظواهر الاتجار بالبشر ، و الهجرة غير الشرعية ، و مكافحة التهريب و المخدرات و الجريمة العابرة و التصدى لعصابات النهب المسلح اينما وجدت ) ، نافية انها قامت باعمال حربية تجاه مطار مروى ، و للاسف فان قوات الدعم السريع لا تعتبر ان الدفع بالقوات المدججة بالسلاح و باعداد كبيرة و التمركز فى مناطق حساسة مثل مطار مروى ، لا يعتبر اعمالآ حربية، و هى كذلك لا تعتبر الانتشار الكثيف فى الخرطوم عملآ حربيآ، و القت باللائمة على الوسائط الاعلامية فى الترويج لاخباركاذبة بهدف اشاعة الفتنة، و انها ستقوم بملاحقتها قانونيآ، هذه القوات لم تجد رادعآ لانفتاحاتها السابقة ، مما فتح شهيتها للانفتاح فى الشمال و مروى تحديدآ ،
حسب بيان القوات المسلحة فان قوات الدعم السريع تقوم بتحركات و انفتاحات و اعادة تمركز يخالف القانون و نظام عمل قوات الدعم السريع و فيه تجاوز واضح للقانون و مخالف لتوجيهات اللجان الامنية المركزية و الولائية ، و هذا سيؤدى حتمآ الى المزيد من الانقسامات و التوترات التى ربما تقود الى انفراط عقد الامن بالبلاد ، فكيف سيتم الزام هذه القوات بالنظام و القانون ؟ تسريبات الامس تقول ان وساطات مجموعة المركزى و الاطارى فشلت فى اقناع حميدتى بسحب قواته من مروى ، وهم يعلمون ان هذا التعنت سيضعف آمالهم فى الوصول لاتفاق نهائى ، و ربما يطيح بالعملية السياسية برمتها ، ووساطات الاجانب لم يحافها الحظ ، وهذا الوضع اما قاد لصدام عسسكرى ، او على الاقل اعلان حالة الطوارئ ، وهم الغافلون عن الورطة التى دخلوها طوعآ بالتحالف مع الدعم السريع، وهم الجاهلون بالاهمية الاستراتيجية لمروى و دور القاعدة الجوية و امكاناتها الهائلة فى ردع اى محاولات لتهديد الخرطوم , او اى منطقة داخل السودان ، وهم كذلك لا يعلمون ان من يضع يده على سد مروى سيغرق البلاد فى ظلام دامس ، لان التوليد الحرارى لا يضمن انهيار الشبكة ( سد مروى ينتج 75% من الكهرباء فى الشبكة القومية ) ،،
امس كان يومآ من ايام مروى الخالدات ، خرج اهل مروى و الدبة و الشمال كله رافضآ لتواجد قوات الدعم السريع ، و طالب المحتجون قائد الفرقة بفتح التجنيد للالتحاق بالفرقة ، وعى مروى الذى يرفض الدعم السريع ، يرفض كذلك اى وجود عسكرى باستثناء الجيش و الشرطة و الامن ، مروى ليست منطقة للهجرة غير الشرعية ، و ليست سوقآ للاتجار بالبشر ، و التهريب يتم عبر الحدود و ليس من المدن ، مروى آمنة بوعى اهلها و بعون القوات النظامية التى تحترم اهلها ،
لا نريد حربآ وسط اهلنا ، و نعتقد ان وقت تحقيق الاهداف السياسية بالقوة العسكرية لم يعد مجديآ و ليس امنآ و عواقبه خطيرة ، و ان محاولات الدعم السريع للضغط على الجيش بالتمركز فى مروى لا طائل منها ، قبل بيان موقف الجيش امس هتف مواطنو مروى جيش واحد .. شعب واحد، و بعد البيان و إرساله تعزيزات عسكرية الى مروى، لحمايتها و لمنع مخالفة و ازدراء القوانين العسكرية ، لا شك ان اهل مروى يشعرون بالفخر و الاعزاز لموقف القوات المسلحة ، و هم على يقين ان بقاء الدعم السريع فى مروى مستحيل ، سلما او حربا، و على قادة الدعم السريع تفادى المواجهة و الانسحاب فورا، و سيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون،
ايها الدعم السريع .. ترجع بس،