الرواية الأولى

نروي لتعرف

جذور و أوراق / موفق عبدالرحمن

الثقافة والقيم أدوار متآذره 3-3

موفق عبدالرحمن محمد




_ اجد من المناسب في هذا المقال الثالث حول موضوع الثقافة والقيم تاكيد القول بان الثقافة هي النسيج الذي تُنسَج منه القيم ، والقيم بدورها هي الخيوط التي تُشكل هذا النسيج وتوجهه وهما كيانان متكاملان يحددان معاََ هوية المجتمع وسلوكه ومساره نحو المستقبل .

واعاود الاشارة هنا لأهمية فهم المنظومة القيمية لتحقيق أقصى فاعليضة للعمل الثقافي _ فمن الضروري معرفة ماهية وطبيعة المنظومة القيمية لأي شعب أو مجتمع قبل البدء في بناء برامج ومشروعات العمل الثقافي ،
ف فهم القيم المتأصلة في المجتمع يتيح للعاملين في المجال الثقافي تصميم مبادرات تتوافق مع هذه القيم وتستطيع التأثير فيها بشكل إيجابي
على سبيل المثال نجد أن المجتمع الذي يَحفَّل وبحتفي بقيمة الترابط الأسري
هنا تكون البرامج الثقافية التي تعزز هذه القيمة ستكون أكثر نجاحاََ وتاثيراََ _
وبذلك فان هذا الفهم العميق للتركيبة القيمية يضمن أن تكون الجهود الثقافية ليست مجرد مبادرات عشوائية _ بل هي برامج مدروسة تهدف إلى تحقيق تحول وتغيير حقيقي ومستدام .

الآداب والفنون والقيم
وجب عند الحديث عن الثقافة والقيم الإشارة لتجليات القيم في الآداب والفنون ومن المعلوم هنا بان الأعمال الفنية والأدبية تعكس القيم السائدة في مجتمعها خلال فترة زمنية معينة ، والفنان أو الأديب بحكم كونه جزءًا من المجتمع يتأثر بالمنظومة القيمية التي تحيط به ، سواء كانت قيماََ دينية او أخلاقية او اجتماعية
وهذه القيم تتجلى وتتبدى في الآداب والفنون في الآتى :-
الموضوعات المتناولة في الأعمال الفنية
والتي تهم المجتمع وتعكس قيمه
مثل الشهامة والحب التضحية وغيرها
وتتجلى كذلك في
الشخصيات والأبطال
في الأعمال الفنية وفي الروايات والمسرحيات والأفلام وهي بذلك تعبر عن قيم معينة مثل الشجاعة والإخلاص او الخيانة و الجشع مما يعكس تقدير المجتمع لقيم معينة ورفضه لأخرى
وتتجلى كذلك في
الرمزية والدلالات
التي يستخدمها الفنانون والأدباء بشكل غير مباشر للتدليل _ مثال الحمامة التي ترمز للسلام والأسد للقوة والشجاعة وهكذا
وتتجلى كذلك في
الأساليب الفنية والأدبية
والتي تعكس بدورها قيم معينة
على سبيل المثال الواقعية والتي تعكس قيمة الصدق والموضوعية _ بينما الرومانسية قد تعكس قيمة العاطفة والتعبير عن الذات وغيرها من الأساليب الفنية الأدبية بمدلولاتها .

_ ولا تكتفي الفنون والآداب بعكس القيم فحسب _ بل تلعب دور مهم في تشكيلها وتغييرها ، لذلك هي ليست مجرد انعكاس سلبي _ بل قوة دافعة تعمل على التعليم والتثقيف و النقد و التوجيه و التعبير عن الهوية الثقافية وفتح آفاق جديدة للتفكير وتعزيز الحوار والتفاهم .

ويمكنني القول ختاماََ بان الثقافة هي القوة الدافعة وراء كل تقدم مجتمعي تزدهر فية منظومة القيم وتسود _ ويجب القول مجدداََ بان التركيز عليها لا يعني إنفاق المزيد من المال _ بل التفكير بذكاء في كيفية توجيه المجتمعات نحو مستقبل أفضل من خلال غرس وتعزيز القيم الإيجابية وحينها يكون من السهل تحقيق اهداف النهضة والرفاة .

اترك رد

error: Content is protected !!