فضل الله رابح

المهندسون يقولون إن السبب الأكثر وضوحا للشقوق علي جدران المباني هو الهبوط. الهبوط وهو إزاحة القاعدة الصلبة وترك فراغات وذلك يمكن أن يحدث بسبب المواد التي استخدمت في البناء وكمياتها وهكذا. وبالتالي إذا لم تتم معالجة الجدران بشكل صحيح فإن ذلك يؤدي إلى ظهور تشققات وشروخ في الجدران ثم إنهياره تماما. القوات المسلحة تمتلك سلاح قوي إسمه (الشعب) وقائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يمتلك قاعدة قوية من الوطنيين، كل ذلك ظل بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م يقود عملية رائدة لتحقيق التوافق الوطني والنصر الميداني ولكن بحركة غريبة مثل لقاء البرهان مع ما تسمي نفسها (الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي ووقف الحرب) برئاسة عائشة موسي سيحدث الشك والشقوق علي جدار الثقة وربما يكلف ذلك قدرا من الجهد لصيانة الوعي وما إتهدم من نموذج.
من حق البرهان أن يقابل أي شخص طالما هو رئيس الجميع لكن بهذا اللقاء لشخصيات معروفة أنها آليات للحرية والتغيير أعتقد أنه وقع في مصيدة واجهة جديدة لمجموعة (الاتفاق الإطاري) وأنه موقفة يتطلب تبيين لأنه من المؤكد أن الواجهة التي إلتقاها إنها تمثل تطور وتحول الحرية والتغيير المجلس المركزي وهذه المرة معهم تيار اليسار وهي (ذات المجموعة الإقصائية) التي أسست الإطاري سبب الحرب الحالية وهؤلاء يمثلون طابقا من حلفاء مليشيا التمرد إنتقلوا الي تأسيس وأساس آخر وهو (اتفاق إطاري جديد)، هذه الواجهة هي ذات الواجهة التي اضعفت الجبهة الوطنية وقسمتها الي (كتلة مدنية، ديمقراطية) واخري (كيزانية، أفغانية)، مع أن أسطورة الكيزان اليوم لم تكن بالمعنى الردئي الذي باتت تعنيه الكلمة والأكذوبة التي صنعت سابقا، هناك عوامل بعضها داخلي وبعضها خارجي أسست لحالة وإصطفاف جديدا خاصة بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م، والبرهان عليه أن يقوي قاعدة جدار الوطن وكتلة الممانعة وجبهة المقاومة لمنع التشقق وعليه أن يكثف الحديد وتوظيفه لمقاومة هذا الشد الذي يقدمه هؤلاء الذين لا يمثلون النموذج والقدوة الحسنة للتيار الوطني وأي محاولة لإعادة إنتاجهم بمثل هذه اللقاءات يعتبر إستثمارا خاطئا من (البرهان) وأي تحرك في مساحات حفريات الحرية والتغيير العميقة هذه ستؤدي إلي هروب التربة الوطنية الصالحة والمضغوطة بحب وأساسيات هذا البلد وهي التربة التي تمتلك التأثير الإيجابي ويمتلكون الفعل وإرادة الفعل، وعلي قائد الجيش تحفيزهم بالفعل الكامن والظاهر بدلا من تنفيرهم حتي لا يتحولون الي أسلحة سلبية أو إنعكاسية التأثير.
إن بعض من وردت أسماءهم ضمن قائمة من التقاهم البرهان امس فيهم من ينام حاليا علي فراش المرض منذ مدة وهو خارج السودان وبعضهم ذاكرته خارج دائرة الفعل وهو لا يتذكر من السودان إلا أسمه، فما أحوجنا الآن إلي بناء إستراتيجية وطنية تشمل قوي الدول الشاملة كافة، وقبل ذلك إستراتيجية ثقافية لبناء الفكر وتحصين الوعي الوطني سيما بعد ثورة ١١ ابريل ٢٠١٩م المصنوعة والتي كشفت الوجه القبيح لعملاء ووكلاء الإستعمار الجديد ببلادنا…
أخيرا قد يسأل أحدهم وماهو الصفر الإنطولوجي، هو ذاك العدد الموجود في حديث الفلاسفة والرياضيين، لكنه غير فاعل تماما كما يسمي غيره بالكم المهمل، ولذلك مجموع (حبوبة عائشة موسي) هم مفعول بهم، هم في أنفسهم لا يشكلون سوي عدد موجود لكنه كغثاء السيل…