(1)
الحقيقة ان البون شاسع بين اقوال الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة وبين أفعاله، أو لنقول بين سماحه لما يحدث على أرض الواقع…
كلمة البرهان في ذكرى كرري اليوم مليئة بالعبر والدروس والشواهد عن إستهداف هذه الأمة، من ذات المستعمرين، وبذات الأساليب، من إثارة النعرات والنزاعات والصراعات ومحاولة تفتيت عناصر القوة في الأمة، فلماذا يسمح الفريق أول البرهان بذلك بتكرار ذات المؤامرة أمام ناظريه؟..
لماذا يسمح بحركة الدبلوماسيين الأجانب وبلقاءاتهم؟..
لماذا يسمح بالأموال من طرف لآخر وللإنحيازات السياسية الصارخة للمبعوثين الأممين؟
لماذا يلتقي المكون العسكري سراً ذات المجموعة التى تدعو لتفكيك المؤسسة العسكرية وتتحدث عن الشروع في بناء جيش جديد..؟
الرضا أو الصمت عن هذا أمر مثير للحيرة والحزن..
(2)
إن ظن البرهان ان حديثه يكفي فهو مخطيء، ولم يخرج من الدرس بشيء فهناك أجندة تتشكل كل يوم ووعود تبذل ومخططات تحاك، ستكرر كرري بوجه الآخر..
وغياب الحكومة لما يقارب عام من التردد هو صورة من ذلك.
- فقد العشرات أرواحهم وممتلكاتهم من السيول والفيضانات لغياب الحكومة وهوس لجان قوي الحرية والتغيير في تفكيك الخدمة المدنية؟
- فقد الالآف أرواحهم نتيجة النزاعات القبلية في دارفور و كردفان والنيل الأزرق وبورتسودان وكسلا وحتى في الخرطوم.. هل تنتظرون بواخر كتشنر؟
- أكثر من ١٣ مليون مواطن مهددون بالمجاعة وسوء التغذية بسبب السياسات الإقتصادية ومن ذلك سلسلة وصفات المستعمرين الجدد وخداع البنك الدولي وصندوق النقد واكاذيب السراب..؟
قد يكون الإحتفال بكرري هذا العام، رسالة في البريد، وقد كثرت الرسائل بلا عواقب..
لن تكفى الأقوال المنمقة واللغة الرصينة في تحقيق المراد، وإنما الفعل وتحمل المسؤولية..