اسامة عبدالماجد
¤ أولاً: كانت مشاركة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في القمة السعودية الأفريقية بالعاصمة الرياض مهمة للغاية.. وذلك ان السودان ولاول مرة يخاطب دول الجوار والمحيط الاقليمي رسميا بشأن الحرب.. ويلومها بشكل مباشر وعلنا على موقفها المخزي من مايحدث في السودان.. قال البرهان : (تجد هذه المجموعات الإرهابية المساندة بكل أسف من بعض دول المحيط الإقليمي والدولي.. مما يجعلهم شركاء في المآسي والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب السوداني).
¤ ثانياً: اهمية المشاركة كبيرة .. وذلك ان المملكة السعودية تسعى لانفتاح اقتصادي ضخم وخلق شراكات إستراتيجية في المنطقة وخاصة مع الدول الأفريقية.. وكانت الرياض اعلنت في وقت سابق عن تخصيص (24) مليار دولار لتاسيس خمسة شركات استثمارية ضخمة في خمسة دول بالمنطقة بينها السودان.. ومن هنا تكمن اهمية مشاركة الرئيس في هذة القمة.. مما سيعزز مستقبلا فرص الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان والمنطقة.
¤ ثالثاً: اودع البرهان رسالة تطمينية مهمة للغاية في بريد الرياض.. باعلانه ان السودان سيظل داعماً قوياً للشراكة السعودية الأفريقية.. مستفيداً من موقعه الجغرافي الرابط بين المملكة وقارة أفريقيا.. كما تعهد البرهان بالعمل مع الجميع لدفع الشراكة حتى تصبح واقعاً ينعم الجميع بفوائدها أمناً وإستقراراً ورفاه.. ومما هو ليس نقطة خلاف ان مفتاح نجاح شراكة السعودية مع افريقيا، هو السودان كما كان هو مدخل الصين الى القارة السمراء.
¤ رابعاً: كانت اشارة ذكية من البرهان بتقديمه شرحا دقيقا لمرحلة ما بعد فشل المليشيا في السيطرة على البلاد من أيام التمرد ألأولى.. وقال إنتهجوا سياسة التدمير الممنهج للدولة السودانية في إرثها وثقافتها ومقدراتها ونسيجها الاجتماعي فاحتلوا بيوت المواطنين ونهبوا ممتلكاتهم.. واغتصبوا نساءهم ودمروا البنية التحتية للدولة من مستشفيات ومرافق خدمية ودور حكومية وبنية صناعية عامة وخاصة.. وفي سبيل تحقيق أطماعهم مارسوا التطهير العرقي والتهجير القسري للسكان في الخرطوم ودارفور.. وهو شرح كان من الضرورة بمكان ايصاله لزعماء دول المنطقة والاقليم.
¤ خامساً: حسنا بان افرد خطاب البرهان مساحة مقدرة للاوضاع في دارفور.. نسبة لمتابعة المجتمع الدولي للاوضاع في دارفور عن كثب.. وقدم البرهان شرحا تفصيليا لما يحدث الأن في الاقليم.. وقال ان ذلك يمثل جرائم حرب حيث يقتل المئات كل يوم بدوافع عرقية وأثنية.. ويتم تهجير المجموعات الأفريقية بغرض إحلالها بسكان من شتات الدول الأخرى.. متخذين سلاح التصفية الجسدية والتخويف والإرهاب وسيلة لذلك.
¤ سادساً: كانت واحدة من القضايا الرئيسة والمقلقة التي تستحق الطرق عليها ولفت انتباة العالم اليها هو سعي جهات داخلية وخارجية الى توصيف المليشيا بالقوة الموازية للجيش .. وهو ما تناوله البرهان ، حيث قال: (في سابقة لم تحدث من قبل أن تتحدث بعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.. عن مساواة بين الدولة وقوة تمردت عليها ومارست ما ذكر من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية).
¤ سابعاً: قطع البرهان الطريق امام اي محاولات للهجوم على الحكومة والقوات المسلحة وجنوحها الى استمرار الحرب.. بتاكيده انهم دعاة سلام وحوار.. وقد اشار الى انه رغم كل الجرائم التي ارتكاب المليشيا حرصاً على سلامة وأمن الوطن.. وقال ان ذلك مادفعهم الى القبول بالمبادرات.. والجلوس في منبر جدة والتوصل في مايو الماضي الى إعلان يخرج بموجبه المتمردون من منازل المواطنين إلا انهم لم يمتثلوا.
¤ ثامناً: واحدة من المكاسب التي تحققها مشاركات الرئيس في المحافل الخارجية هو حشد الدعم الدولي لادانة المليشيا.. وقد طالب في قمة الرياض أن تجد ممارسات القوات المتمردة الإدانة والشجب والاستنكار.. وأن تصنف قواتهم ومجموعاتهم الهمجية كمجموعات إرهابية وأن يجد كل من يتعاون معهم ذات الإدانة والشجب اللازمين حتى نسهم في إيقاف ممارساتهم الشنيعة وتساعد في عودة الحياة للشعب السوداني واستقراره واستقرار الإقليم..
¤ تاسعاً: اكد البرهان ان القضية الفلسطينية، حاضرة في وجدان الشعب رغم مواقف الحكومة مابعد التغيير بوضع يدها في يد اسرائيل.. واستبق البرهان القمة بشأن غزة .. وقال في خطابه (نتابع بقلق ما يجري في قطاع غزة من تدمير وتهجير فأننا نعلن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المشروعة على حدود يونيو 1967 م وان يتوقف فوراً العدوان على غزة وأهلها وان يسمح لهم بالحصول على حقوقهم في الحياة الكريمة.).