نهاية اكتوبر المنصرم كان العالم يتداول توجيه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بطرد سفراء عشر دول بينها ألمانيا والولايات المتحدة دعوا للإفراج عن الناشط المدني المسجون عثمان كافالا، لم يتراجع اردوغان عن موقفه القوى الا بعد صدور بيان من هذه الدول تؤكد فيه اعتذارها والتزامها باتفاقية دبلوماسية تحد من التدخل الأجنبي في شان الدول المضيفة وهو ما رحب به الرئيس التركي لاحقا.
بالامس انتبه الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة متاخرا الي ان السودان اصبح ضيعة خاصة بالبعثات الاجنبية، وانه بات بلدا محتلا ومستباحا بواسطة بعض رؤساء البعثات الدبلوماسية الذين يتحركون فيه بلا ضابط اورقيب، لايوقفهم حياء، او مجرد احساس بانهم داخل بلد ينبغي ان يحترموا قراره الوطني وسيادته الداخلية.
لم يعد القرار الوطني للاسف محصنا من التدخل الاجنبي، ماكان يحدث الامس ب( الدس) ومن خلف الكواليس وداخل الاجتماعات السرية بات يمارس في السودان عيانا بيانا وفي الهواء الطلق.
يتحرك سفراء الدول الاجنبية بالسودان في مساحات غير محدودة مستغلين هوان بلادنا ارضا وشعبا علي ساسة يتطلعون لتنفيذ رغباتهم الذاتية والحزبية بحراك المخابرات وعبر تقاطعات المحاور و صلف الاجندات الدبلوماسية .
بالامس حذر الفريق اول البرهان من مغبة تحركات دبلوماسية وقال انها تحاول إثارة الفتنة بين القوات النظامية، واضاف: “نحن نرى البعثات الدبلوماسية تتجول بين المواطنيين، وبعضهم شغالين المديدة حرقتني، يحرضون الاطراف حتى يظهروا عداءهم للقوات المسلحة من اجل وجود فرصة للتدخل في الشأن السوداني”، وتابع: “نحن مفتحين وشايفين ويمكننا اتخاذ اي اجراء ضد شخص يمس السودان”.
ما قاله الفريق اول البرهان صحيح ولكنه يعبر عن انتباهة متاخرة جدا للاسف جاءت بعد خراب مالطا ولكن ان ( تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي).
تابعنا خلال الفترة الماضية كيف يتحرك فولكر رئيس البعثة الاممية (يونيتامس) كحاكم عام للسودان بلغت به الجراة والاستهانة بسيادتنا الوطنية ان يطلب الاجتماع بلجان المقاومة في تجاوز صارخ للتفويض الممنوح له وتلاعب خطير بالسيادة السودانية.
يبدو ان السيد الحاكم العام فولكر انتبه الي فراغه من اكمال لقاءاته مع كافة القادة السياسيين والمجتمعيين ولم يجد بدا من ان يجتمع في وقت فراغه بلجان المقاومة ومن بعدهم رؤساء الاندية الرياضية والمنتديات الثقافية وصولا الي (ستات الشاي) ومن ينظمن ( صناديق الختة) في ( قعدات الجبنة) بالاحياء والقرى والفرقان.
تابعنا من قبل كيف يتحرك رؤساء البعثات الاوروبية في (مجموعة الترويكا) والي اي مدى وصل بهم التدخل في شاننا ، كانوا يدسون انوفهم في كل شئ مستغلين كذلك ضعف الوازع الوطني لدي قيادات سياسية تعودت ان تاتي للحكم محمولة علي اكتاف الاجانب.
لم يعد خافيا علي احد ان السودان المهزوم داخليا وخارجيا بات يعول علي المجتمع الدولي في جميع شؤونه، وان السفراء العرب والأجانب علي حد سواء يتحولون فيه الي حكام وكفلاء وامرين وناهين ، مستغلين ضعفنا وهواننا وخلافاتنا الداخلية المخجلة.
لسنا كذلك في مقام رمي اللوم علي السفراء والاجانب وحدهم نحن كذلك نتحمل الجزء الاكبر من هذا الواقع البائس، رسالة البرهان كذلك ينبغي ان تشمل القوى الداخلية التي باتت تابعة للاجانب والمجتمع الدولي والاقليمي بشكل مخجل وسافر..
اين القوانين التي تحظر التخابر مع الاجنبي، وماهو موقف المواثيق السياسية التي تمنع اختطاف القرار الوطني وتهديد السيادة الداخلية ، لاينبغي ان يكون عين الفريق البرهان
في الفيل ، ويطعن في الظل، علي قيادة الدولة اغلاق الباب امام الاستقواء بالاجانب والتعويل علي السفراء في الخصول علي المكاسب السياسية، نعم لحسم السفراء الاجانب ووضعهم في ( علبهم) ولكن علينا كذلك كشف العملاء والمتخابرين ومحاكمة المواطنين الذين يبحثون عن وجودهم في الداخل عبر التعاون مع سفارات وبعثات الاجنبية استمرات لعبة ( المديدة حرقتني) بين الفرقاء السودانيين لشئ في نفس يعقوب يعلمه الجميع.