د.ابراهيم الصديق
(1)
أما وقد تداعت بعض الأمم والدويلات بأطماعها ، وتكشفت خيوط المؤامرة ، واضح لكل مراقب للواقع السياسي السودانى قناعة بحجم والمخطط ، فإن من حق كل ابناء المواطن الإصطفاف للمدافعة عن بلادهم ، ليس في حدودها فحسب ، وإنما عاصمتها ، وليس دفاعا عن شأن عام وإنما حراسة للنفس والعرض والمال ، هذا خيار المرحلة بلا إنتظار..
ليس بالضرورة حمل البندقية وإن كان ذلك أمر مهم ، فإن ثغور كثيرة مفتوحة..
(2)
فى بعض دول الجوار مكاتب مفتوحة للتجنيد وحشد الدعم للمليشيا ، وقد تم تضخيم أحلام سراب ، وفي عواصم افريقية نشطت دبلوماسية فاسدة لتعقيد الواقع وتقاعست عواصم عربية عن عمد أو صاغرة أو غافلة عما جرى ويجري ، وفي مصادر القرار الغربي أجندة خبيثة باحثة عن مصالحها بغض النظر عن وسيلتها ، كل ذلك مبذول ، ودون حياء ، فهل يتطاول أهل الباطل ويتراجع أهل الحق ؟
(3)
واكثر مظاهر الأزمة السودانية أسفاً ، الإختراق ، فقد تجاوز المؤسسات إلي النسيج المجتمعي والقيمى ، تم توظيف قوى سياسية كبيرة للتغطية على إحتلال وطن وتمكين مطامع أجنبية ، وشاركت في ذلك قوى اجتماعية من بعض القبائل والزعامات ، كما أن لم يعد مطالب سياسية وإنما محاولة إختطاف وطن بكلياته ومسح ذاكرته وتشكيل مستقبله ، وحتي الجوار في الاحياء والزمالة اصبحت مخلب لتدمير بنية الدولة والمجتمع.. فهل نقف متفرجين ؟
(4)
الصمت علي غزو بهذا الحجم ، والسكوت على ما جرى عار ، أما تبخيس مشاركة المواطن في الدفاع عن وطنه وعرضه وارضه وماله فهو يتجاوز العمالة إلي الخيانة الكبرى..
الذين استجابوا لنداء الوطن هم اهل النخوة والمرؤة و الشجاعة وفوق ذلك الدين والوطن ، إن كنتم تبحثون عن مطامع دنيا فإن شيوخ بذلوا المال والفكرة وشباب وظفوا طاقاتهم في ساحات كثيرة لإن في داخلى حس داخلي نقي وايمان بقضيتهم وشجاعة للمضي قدما..
هذا وطن جدير بالفداء بالنفس والمال بلا تردد ، أما انتم ايها الأدعياء فقد خسرتم في سباق الوطنية وامتحانها ورضيتم بثمن بخس وخرجتم منه بسراب وخيبة..
النصر الوطن بإذن الله..